في حادثة أثارت جدلاً واسعًا، تعرضت تلميذة في الصف الثاني الابتدائي لموقف صادم خلال امتحان اللغة العربية، حيث طُلب منها الإجابة عن سؤال يتعلق بـ”من هو رب السماء؟”. وبكل براءة وتلقائية، كتبت التلميذة إجابة تعكس إيمانها، حيث كتبت “يسوع”. ولكن النتيجة كانت غير معهودة، إذ حصلت الطفلة على علامة صفر في هذا السؤال، مما أثار العديد من التساؤلات حول مناسبة مثل هذه الأسئلة في امتحانات الأطفال.

سؤال حساس.. لماذا وُضع للأطفال؟

أحدث هذا السؤال ردود أفعال قوية، حيث تساءل العديد عن مدى جدوى تضمين أسئلة تحمل طابعًا دينيًا في امتحانات اللغة العربية التي من المفترض أن تركز على تطوير مهارات اللغة وفهم النصوص، بدلاً من اختبار معتقدات الأطفال. فما الأسباب وراء توقع إجابة الطفلة وفقًا لمعتقدات المعلم أو النموذج الموحد للإجابات، بدلاً من السماح لها بالتعبير عن إيمانها الشخصي؟

إجابة الطفلة.. تعبير عن الإيمان أم خطأ في الإجابة؟

من الواضح أن الطفلة أجابت بصدق وبساطة، إذ تُعبر إجاباتها عن معتقدها المسيحي. ولكن هذه الإجابة أثارت استغراب الكثيرين بسبب العقوبة التي تعرضت لها نتيجة إجابة لم تخطئ بها وفقًا لمعتقداتها. هل يُعتبر هذا السؤال مناسبًا للأطفال في سن صغيرة، مع تباين خلفياتهم الثقافية والدينية؟ وهل من العدل أن تُتوقع الطفلة أن تتماشى مع نموذج موحد بالرغم من اختلاف إيمانها؟

ضرورة مراجعة أسئلة الامتحانات للأطفال

تبرز هذه الواقعة الحاجة إلى مراجعة الأسئلة المطروحة على طلاب المراحل الابتدائية، مع أهمية تجنب الأسئلة التي تمس القضايا الدينية أو الشخصية. فتُعد المدارس بيئة تعليمية يفترض أن تركّز على التعليم والفهم، بدلاً من فرض معتقدات معينة على الأطفال الذين لا يزالون في مرحلة تشكيل هويتهم.

كيف يمكن تعديل المناهج لتحقيق بيئة تعليمية شاملة؟

تُثار دعوات متكررة من قبل المجتمع لجعل المناهج الدراسية أكثر شمولية، بحيث تُحترم كافة الخلفيات الدينية والثقافية للطلاب، مما يُعزز قيم التعايش وقبول الاختلاف. ويعتبر هذا الحادث مثالًا واضحًا على الحاجة الملحة لإعادة صياغة المناهج بما يتناسب مع احترام التنوع الديني، خاصة في مراحل التعليم الأساسي.

ختامًا، يُظهر هذا الموقف ضرورة إعادة النظر في صياغة أسئلة الامتحانات، بحيث تركز على تطوير مهارات الأطفال اللغوية والفكرية، بعيدًا عن القضايا الدينية التي تتطلب احترامًا وتفهمًا عميقين لكل ما يعتنقه الأطفال وأسرهم.