يصل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اليوم الأحد في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز أواصر الأخوة والتعاون والتشاور، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

تطور العلاقات المصرية الجزائرية

– تُعتبر العلاقات المصرية الجزائرية علاقات وطيدة وقوية، تستند إلى تاريخ طويل من الدعم والمساندة المتبادلة، خاصة بعد حرب 6 أكتوبر التي شهدت دعم الجزائر لمصر مادياً وسياسياً، تقديراً لوقوف مصر بجانب الجزائر في كفاحها من أجل الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي.

– هذه العلاقات محكومة بإرث تاريخي من التعاون؛ فقد دعمت الجزائر ثورة مصر ضد الاستعمار، كما تعرضت مصر لعدوان ثلاثي من فرنسا وإسرائيل وبريطانيا عام 1956 بسبب موقفها المؤيد للجزائر.

أسلحة لمصر في حرب 1973

– لن ينسى الشعب المصري الدعم الكبير الذي قدمه الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين بعد هزيمة عام 1967، حيث استمر الدعم حتى حرب 1973. طلب بومدين من الاتحاد السوفيتي في عام 1973 توفير الطائرات والأسلحة لمصر بعد حصوله على معلومات حول نية إسرائيل الهجوم. وبالرغم من طلب السوفييت لمبالغ ضخمة، قدم بومدين لهم شيكاً فارغاً ليكتبوا المبلغ المطلوب، وهو ما ساهم في إرسال الطائرات والعتاد العسكري إلى مصر.

– تُعتبر الجزائر ثاني دولة من حيث الدعم خلال حرب 1973، حيث شاركت بجنودها وفيلقها المدرع الثامن في الجبهة المصرية.

– أمدت الجزائر مصر بتجهيزات عسكرية تشمل 96 دبابة، 32 آلية مجنزرة، 12 مدفع ميدان، 16 مدفعاً مضاداً للطيران، بالإضافة لأكثر من 50 طائرة حديثة.

– كما ساهمت العلاقة القوية بين مصر والجزائر في تعزيز الروابط بين الدول العربية والأفريقية، وأثمرت عن أول مؤتمر عربي أفريقي عام 1977.

ثورة يونيو وانتخاب السيسي

– شهدت العلاقات السياسية بين مصر والجزائر تحسناً ملحوظاً بعد ثورة يونيو وانتخاب الرئيس السيسي، الذي اختار الجزائر لتكون وجهته الأولى بعد انتخابه.

– يحرص القائدان على تعزيز العلاقات الثنائية والتشاور المستمر لمواجهة التحديات المشتركة، ومتابعة قضايا الأمة العربية، مثل القضية الفلسطينية والأوضاع في ليبيا والعراق وأزمة السودان وسوريا.

– اتفقت الدولتان على أهمية مكافحة الإرهاب والتنسيق المشترك في التحركات الإقليمية، وتوافقا على مشروع إصلاح الأمم المتحدة وتوسيع عضوية مجلس الأمن بما يمثل القارة الأفريقية.

مصر والجزائر في منظور سياسي

– تتعاون مصر والجزائر في معالجة الأزمة الليبية، حيث تعتبر المخاطر والتحديات المرتبطة بالملف الليبي تهديدًا للأمن القومي لكلتيهما.

– تشدد الدولتان على ضرورة تنفيذ الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات بالمغرب لحل الأزمة الليبية، وتقومان باستقبال الأطراف المختلفة لتقريب وجهات النظر وتنظيم الاجتماعات اللازمة.

– اللقاءات بين القادات المصرية والجزائرية تؤكد أهمية التنسيق المستمر نظراً للحدود المشتركة وتأثير الاستقرار في ليبيا على الأمن القومي للدولتين.

التجارة وتبادل الاستثمار

– تُعزز اللقاءات الثنائية التعاون بين مصر والجزائر في المجالات الاقتصادية والتجارية، بالإضافة إلى التعاون الأمني وتبادل المعلومات، في ظل وجود التحديات المشتركة.

– تم تبادل الآراء بشأن عدد من القضايا الإقليمية والملفات المتعلقة بالاتحاد الإفريقي، خاصةً الوضع في ليبيا، حيث تم التأكيد على ضرورة التنسيق القائم لتحقيق أمن واستقرار ليبيا وتجنب التدخلات الخارجية.