أعرب الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، عن قلقه الشديد حيال التحديات التي تواجه القيم الأخلاقية في المجتمع، مشدداً على أهمية وقف الثغرات والشروخ في “سد الأخلاق”.
وخلال حلقة من برنامج “لعلهم يفقهون” الذي يُعرض على قناة “dmc”، أشار الجندي إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فعالة لمعالجة تلك الثغرات، قائلًا: “نحن نخشى على مجتمعنا ويجب أن نعمل على وقف كل الثغرات التي تهدد القيم الأخلاقية، فسد الأخلاق بحاجة إلى صيانة مستمرة ولا ينبغي أن نفوت أي كلمة أو رأي، لأن هذه الأمور ليست للعب. نحن نعيش فترة من الفتاوى الفنية حيث يقوم كتّاب ذوي توجهات معروفة بتقديم آراء تتصف بالاختلاف سواء كانت علمانية أو شيعية”.
وأوضح الشيخ الجندي أنه في بعض الأحيان يقوم هؤلاء الكتاب بطرح أفكار معينة عبر السينما، مضيفًا: “بعض الكتاب يكتبون سيناريوهات لأفلام تجمع فنانين للترويج لفتوى معينة، إلا أن هذه الفتوى لا تمثل آراء الأزهر أو العلماء بل تعكس وجهة نظر الكاتب فقط. كما شهدنا مؤخرًا هجومًا على ابن تيمية في أحد الأفلام حيث تم تصويره كإرهابي، في حين أن ابن تيمية، كأي إنسان بعد النبي، له مآخذه ومآخذه، ونحن لا نعارض أحدًا، بل نتمنى رضا الله عن الجميع”.
وتطرق الشيخ الجندي إلى الهجوم على الحجاب واللحية في الأعمال الفنية، مشيرًا إلى أنه رغم أنها سنّة وليست واجبة، إلا أنه يجب احترام من يلتزم بها. وأشار أيضًا إلى ترويج المثلية والشذوذ الجنسي، قائلًا: “نشهد ظواهر مثل ارتداء الرجال لملابس النساء بشكل فاضح، بالإضافة إلى بعض الفنانين الذين يمارسون أدوارًا ذات رسائل شاذة”.
وأكد الجندي: “في المرحلة الحالية، بدأنا نرى رجالًا يرتدون حلقات، وهو تقليد historically معروف بأنه خاص بالنساء، وهذه ظاهرة تعكس تشبّهًا واضحًا تحت مسمى الحرية. لذا، لا يمكن السكوت عن ذلك. سأكون صوتًا لمن يتحدث عن هذا الموضوع، وعلى الرغم من أن ذلك سيواجه بكل أنواع القذف والسباب، فلن يكون ذلك عائقًا، لأننا نسعى في سبيل الله والوطن”.
وأضاف: “أود التأكيد على ضرورة تبني استراتيجية جديدة لمواجهة الفتوى الفنية، وقد طلبت سابقًا من الفنانين التوقف عن إبداء آراء فقهية. إذا كان لديهم الرغبة في إنتاج فيلم يتناول فتوى، يجب عليهم التعاون مع شخصية دينية موثوقة. لقد نجحنا في ذلك بأمثلة سابقة، لذا يجب أن يكون هناك شيخ أزهري مسؤول عن الكلمات المستخدمة حتى نتمكن من محاسبته عليها. الاستعانة بشخص مؤهلاته الوحيدة أنه مثقف غير مقبول. كلنا مفكرون ومثقفون، ولكن يجب أن يكون هناك من يتحمل المسؤولية”.