أفادت مراكز بحثية نمساوية أن مصادر الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الكهرومائية، تساهم حالياً بأكثر من 80% من إنتاج الكهرباء في البلاد. هذا التوجه أسهم في انخفاض معدلات انبعاث ثاني أكسيد الكربون وضمان تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2040. وأوضح مركز ‘فيجنر’ لتغير المناخ العالمي بجامعة ‘جراتس’ في ولاية ‘شتاير مارك’ أن النمسا تمكنت من خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة تقدر بحوالي 6.9%، ما يعادل نحو 67.6 طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في العام 2025، وذلك حسبما نقلت وكالة ‘وام’.
الهدف المناخي الملزم للاتحاد الأوروبي
في خطوة جديدة لتعزيز التزامها البيئي، قدمت النمسا مؤخراً خطتها الوطنية للطاقة المتجددة إلى المفوضية الأوروبية. وتهدف الخطة إلى تحقيق الهدف المناخي الملزم للاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030، الذي ينص على خفض انبعاثات الغازات الدفيئة الضارة بنسبة تتراوح بين 46 إلى 48%، وزيادة حصة الطاقة المتجددة إلى 57% من إجمالي الاستهلاك النهائي للطاقة. وفي هذا السياق، صرحت ليونورا جيفيسلر، وزيرة حماية البيئة، بأن النمسا تسير على الطريق الصحيح نحو تحقيق أهدافها المناخية على المدى الطويل، مستندة في ذلك إلى تسجيل معدلات انخفاض مشجعة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
تتضمن خطة النمسا مجموعة من الإجراءات الجديدة، أبرزها احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزين الغازات الدفيئة الضارة تحت الأرض، لا سيما في الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل مشروعات تدوير النفايات وإنتاج الأسمنت. وتسعى النمسا من خلال هذه الإجراءات إلى تقليص باقي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى اتخاذ تدابير سياسية أقوى للتوسع في تكنولوجيات الطاقة المتجددة، وتمويل تجديد المباني القديمة وتركيب أنظمة التدفئة الحديثة لزيادة كفاءة توفير الطاقة. كما تتضمن الخطة التوسع في تركيب المضخات الحرارية وتعزيز الحياد المناخي في القطاع الصناعي، بالإضافة إلى الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن قطاع النقل من خلال تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتخفيض الامتيازات الضريبية لوقود الديزل.