استضاف الدكتور أشرف العربي، رئيس معهد التخطيط القومي، الدكتور عبد الله الدردري، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في أولى حلقات صالون معهد التخطيط القومي للعام الأكاديمي 2025/2025. وقد كان عنوان الحلقة ‘حلقة الوصل بين التقييمات العاجلة للآثار الاجتماعية والاقتصادية (فلسطين ولبنان نموذجًا).

التدخلات الإنسانية في أزمات المنطقة

افتتح الدكتور أشرف العربي اللقاء بتأكيده على الأهمية الخاصة لهذه الحلقة في ظل تصاعد الأزمات متعددة الأبعاد في المنطقة العربية. حيث شدد على ضرورة وضع رؤية مستقبلية تسمح باتخاذ إجراءات عاجلة وضرورية سياسات قائمة على الأدلة، تأخذ في اعتبارها الأولويات الإنسانية والتنموية. كما أشار إلى أن قضية التنمية يجب أن تكون في صميم اهتمام صانعي القرار والمؤثرين، وأن تكون على رأس أجندة السياسات على المسارين الإقليمي والدولي.

وفي كلمته، أشار الدكتور عبد الله الدردري إلى أن التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية للنزاعات في المنطقة العربية أصبحت واقعًا ملموسًا. وأكد ضرورة استشراف المستقبل من خلال متابعة تلك النزاعات ومحاولة التخفيف من آثارها، باستخدام منهجيات علمية تعزز التكامل الإقليمي العربي في إطار عمل عربي مشترك.

ولفت الدردري إلى أن مصر ليست بمعزل عن التحديات الناتجة عن النزاعات الإقليمية، وهو ما يتطلب دراسة الأثر التراكمي والمرن لتلك النزاعات، بالإضافة إلى تكاليف الحفاظ على استقرار البلاد. وأشار إلى أهمية فهم الأثر الحقيقي لهذه النزاعات على الاقتصاد المصري، بما يساعد على التعامل معها بشكل متكامل يأخذ الأبعاد الإنسانية والتنموية بعين الاعتبار.

تمويل التنمية

كما تناول الدردري القيود السياسية الدولية التي تحد من تمويل التنمية، مشيرًا إلى الاعتماد على المعونات الإنسانية فقط، وهو ما لا يسهم في وضع حلول جذرية ومستدامة ويؤثر سلبًا على قطاعات الإنتاج. وأكد على ضرورة ابتكار مصادر تمويل بديلة تربط بين الموارد المالية واحتياجات التنمية، مما يمكن من الوصول إلى المستحقين.

وأشار إلى الدور الحيوي الذي يضطلع به برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دعم دول المنطقة لتحقيق استدامة اجتماعية واقتصادية، وتحسين مستويات جودة الحياة. كما تحدث عن دعم البرنامج للحكومات وتوفير الصناديق الدوارة للشركات الصغيرة والمتوسطة، لتعزيز الصمود أمام الأزمات واستغلال الفرص المتاحة بالشكل الأمثل، مستعرضًا جهود الدعم الموجهة لكل من السودان وفلسطين ولبنان واليمن.

وفيما يخص دور معهد التخطيط القومي، ذكر الدردري الدور المحوري الذي يلعبه المعهد كمدرسة بحثية رائدة تسهم في تعزيز السياسات القائمة على الأدلة والبيانات المستندة إلى الدراسات التي يجريها، فضلاً عن دوره في تعزيز الفكر التخطيطي العلمي في مصر والمنطقة العربية، بناءً على خبراته العلمية الواسعة.

ختامًا، أشار الدردري إلى أن مؤتمر باريس لدعم لبنان سيشهد نقاشات متعددة حول وضع آلية تأخذ في اعتبارها الأبعاد التنموية وليس فقط تأمين المعونات الإنسانية، من أجل تقديم المزيد من المساعدات لتعزيز الصمود الاقتصادي في وجه الأزمات المتعددة.

يُذكر أن الحلقة الأولى من صالون معهد التخطيط القومي لهذا العام شهدت حضور عدد كبير من الشخصيات العامة والمتخصصين والمهتمين بالعمل التنموي، حيث تم تناول العديد من المداخلات الثرية والنقاشات الحية.