قام الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بجولة تفقدية في عدد من المواقع الأثرية بمحافظتي الأقصر، حيث رافقه المهندس عبد المطلب ممدوح، محافظ الأقصر، والسفير إيريك شوفاليه بالقاهرة. تهدف الزيارة إلى متابعة آخر تطورات الأعمال التي قام بها المركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك (CFEETK) خلال العام الماضي.

المتابعة

مركز دراسة معابد الكرنك

استهل الدكتور محمد إسماعيل خالد جولته بزيارة المتحف المفتوح بمعابد الكرنك، حيث اطلع على أحدث مستجدات الأعمال به. قامت بعثة المركز المصري الفرنسي بتحديث مسارات الزيارة وتركيب نظام إضاءة جديد لتحسين التجربة السياحية، بالإضافة إلى ترميم وإعادة تركيب مقصورة الملك أمنحتب الأول، والتي تمثل جزءًا من مشروع شامل لتعزيز المتحف المفتوح ومحتوياته، بما في ذلك المقصورة الحمراء للملكة حتشبسوت. من المتوقع أن تساهم هذه الجهود في زيادة أعداد الزوار للمتحف المفتوح.

ترميم المقاصير الأوزيرية

تضمنت الجولة تفقد الجزء الشمالي من بهو الاحتفالات المعروف باسم ‘الأخ – منو’ الذي أقامه الملك تحتمس الثالث، بالإضافة إلى أعمال ترميم السور الذي بناه الملك نختانبو الأول والذي يحيط بمعبد آمون رع بالكرنك. واستمع الدكتور خالد إلى شرح من مدير المركز المصري الفرنسي حول خطط الترميم المزمع إجراؤها خلال الموسم الأثري القادم، بما في ذلك الصرح الخاص بطهارقا بجوار البحيرة المقدسة، والذي سيخضع للترميم بدءًا من موسم 2025. كما قام بتفقد أعمال ترميم قاعة الخزانة الخاصة بالملك شباكا، حيث يتم اتباع أفضل الطرق الحديثة للحفاظ عليه من انتشار نبات الحلفا.

عقد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار اجتماعًا مع أعضاء المركز المصري الفرنسي للاطلاع على خطط العمل للموسم الأثري القادم، والتي تتضمن نقل الكتل الموجودة شرق المتحف المفتوح، واستكمال الأعمال حول بوابة رمسيس الثالث، وإعادة بناء الكتل الخاصة بالجدار الجنوبي لصالة الأعمدة الكبرى، بالإضافة إلى تسجيل الكتل المتناثرة بمحيط معابد الكرنك، واستكمال أعمال الحفائر في الركن الجنوبي الشرقي من المعبد، وأنشطة تدريبية متعلقة بأعمال المركز.

المركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك

تأسس المركز عام 1967 وفقًا للبروتوكول الموقع بين الدكتور ثروت عكاشة، وزير الثقافة المصري آنذاك، ونظيره الفرنسي أندريه مالرو.

لقد كان الكرنك محل اهتمام الفرنسيين، ففي عام 1857، أنشأت مصلحة الآثار برئاسة الفرنسي أوجست مارييت، تلتها إدارة أشغال الكرنك التي كانت تتبع الدولة المصرية، حيث عمل بها عدد من علماء الآثار الفرنسيين، مثل جورج لجران، موريس بييه، وهنري شفرييه حتى عام 1954.

يدار المركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك من وزارة السياحة والآثار من الجانب المصري، والمركز القومي للبحث العلمي من الجانب الفرنسي. يضم المركز في عضويته مجموعة من الأعضاء المتخصصين المصريين والفرنسيين في مجالات الآثار المختلفة، ويقوم بإجراء مشاريع دراسية وأبحاث وأنشطة عملية تشمل الهندسة والعمارة والأثرية والحفائر والترميم وإعادة البناء. كما يصدر المركز “مجلة الكرنك”، وهي مجلة علمية تنشر الأبحاث المتعلقة بالكرنك.

تشمل أهم المشروعات التي أنجزها المركز حتى الآن:

– إعادة بناء الصرح التاسع بعد استخراج ما وجد به من أحجار التلاتات الخاصة بالملك أمنحتب الرابع (أخناتون).

– إعادة بناء وتركيب المقاصير المشيدة من حجر الألباستر والتي تخص الملك أمنحتب الأول وملوك تحتمس الأول والثالث والرابع، بعد العثور عليها في مناطق مختلفة بالكرنك، وتعد من أجمل المقاصير المشيدة بحجر الألباستر.

– إعادة بناء وتركيب المقصورة الحمراء للملكة حتشبسوت.

– إعادة بناء وتركيب الفناء المحاط بالأعمدة لتحتمس الرابع في المتحف المفتوح.

– ترميم تمثال توت عنخ آمون الذي أقامه للإله آمون في الجزء الأوسط من معبد الكرنك.