شهد طريق “الجلالة – الزعفرانة” حادثًا مأساويًا، حيث ترددت صافرات إنذار سيارات الإسعاف في أرجاء المكان بعد وقوع حادث أودى بحياة 10 طلاب وأدى إلى إصابة 40 آخرين. وترك الحادث آثارًا دامية على الطريق الذي شهد صرخات الضحايا والجرحى، حيث نجح عدد من الطلاب في النجاة من هذه المأساة، ليشارك كل منهم قصته التي تتضمن لحظات من الرعب والألم التي ستبقى عالقة في أذهانهم للأبد.
شهادات الناجين في حادث أتوبيس الجلالة
أحمد، طالب في السنة الثالثة بكلية الطب بجامعة الجلالة، كان أحد الناجين من الحادث، حيث قال بصوت متقطع: “كنا نعود من الجامعة بعد يوم طويل، وكنا نتحدث ونضحك كما نفعل كل يوم، وفجأة شعرت بأن الحافلة تميل إلى أحد الجوانب، ثم عمت أصوات عالية وكأننا جميعًا نطير في الفضاء.”
توقف أحمد قبل أن يكمل: “عندما أفقت، وجدت زملائي مرميين على الأرض، بعضهم يصرخ من الألم والبعض الآخر كان غير قادر على الحركة. لم أفكر إلا في الخروج من المكان، ولدى استعادتي وعيي، كان هناك العديد من الأشخاص غير القادرين على التحرك.”
لم يكن الحادث مجرد انقلاب لحافلة، بل كان بمثابة انتقال من أجواء الضحك والمحادثات العادية إلى صرخات طلب العون. وأشار ناجٍ آخر يدعى علي، وهو طالب في السنة الثانية، قائلاً: “شعرنا فجأة وكأن العالم يدور حولنا، كل شيء حدث بسرعة، وعندما استعدت وعيي، كنت محاصرًا تحت مجموعة من الناس. كان مشهدًا مرعبًا لن أنساه أبداً.”
كتب طالب يدعى عبد الرحمن على صفحة جامعة الجلالة على فيسبوك: “الحافلة انقلبت ثلاث مرات، وتحطمت الزجاجات، وطارت بعض أجزاء الحافلة مع الطلاب، الكثيرون أصيبوا بجروح خطيرة.”
التضامن عبر شبكات التواصل الاجتماعي: الحزن والألم
مع انتشار أخبار الحادث، امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي برسائل التعزية والحزن. لم يصدق طلاب جامعة الجلالة ما حدث لزملائهم، وعبروا عن حزنهم العميق لمن فقدوا حياتهم في تلك اللحظة المفجعة. كتب أحدهم: “كيف يمكن لحادث سير أن يدمر حياة الأبرياء؟”
لم يقتصر العزاء على الطلاب وأصدقائهم فحسب؛ بل انضم المجتمع ككل إلى دائرة التعازي. كانت التعليقات والرسائل على وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بالتضامن، حيث عبر الناس عن دعمهم لأسر الضحايا والجرحى، وركزوا على ضرورة اتخاذ إجراءات لحماية الشباب ومنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.