في أجواء تسودها المحبة والمودة بين المواطنين في مدينة الأقصر، يقوم البعض بتنفيذ عادات تقليدية خاصة يوم الجمعة، حيث يشهد ميدان الساحة ازدحاماً كبيراً من المئات من الزوار، بهدف نيل الحسنات المضاعفة.
توزيع السوبيا والقرآن
ومن أبرز العادات التي يحرص أهالي الأقصر على تنفيذها في هذا اليوم هي إعداد “أرز بلبن” في المنازل، ووضعه داخل علب بلاستيكية، مع شراء ملاعق لتوزيعه في ميدان أبو الحجاج الأقصري. يتم ذلك كوسيلة لوفاء النذور التي قطعها البعض على أنفسهم سابقًا.
كما يأتي توزيع “الكيذر” في المرتبة الثانية بعد “الأرز بلبن”، حيث يتم تقديمه للصغار والكبار أمام مسجد أبو الحجاج، بنية الشفاء أو الإيفاء بالنذور. بالإضافة إلى ذلك، يقوم البعض بتوزيع سندوتشات لحم بعد صلاة الجمعة على الحضور في الساحة.
ذكريات لا تُنسى
ويحرص الأهالي في نهاية زيارتهم لميدان أبو الحجاج على التقاط العديد من الصور التذكارية، قبل عودتهم إلى منازلهم بعد قضاء عطلة الأسبوع في أجواء أسرية مليئة بالمودة.
سوبيا لشفاء المرضى
ويعتاد أحد المواطنين من مدينة إسنا التوجه إلى ميدان أبو الحجاج كل يوم جمعة حاملاً زجاجات كبيرة من السوبيا والمياه، تلاها بعدد من آيات القرآن الكريم. يهدف من ذلك إلى توزيعها على المواطنين بنية شفاء المرضى وتزويج الشباب ونجاح الطلبة، ما يجعل الزوار يتسابقون للحصول على الشراب مجانًا لتحقيق آمالهم.
وتشهد الساحة يوم الجمعة ازدحامًا كبيرًا من الأهالي والأجانب وطلبة الجامعات، جالسين وسط الزهور وأسراب الحمام، مستمتعين بالأجواء الشتوية، مما يضفي فرحة على قلوب الجميع.
يوم للتنزه
أوضحت إحدى طالبات كلية البنات الأزهرية بطيبة الجديدة أنها قررت وصديقاتها قضاء يوم في الأقصر للتنزه وهدوء النفس، والتقاط العديد من الصور التذكارية وسط أسراب الحمام المبهجة. يحتفظن بهذه الصور على هواتفهن لتذكارهن بعد التخرج عن مواقفهن وصداقاتهن على مدار أربعة أعوام، رغم اختلاف محافظاتهم.
ويبدأ الأهالي زيارتهم بفرش حصير يجلسون عليه مع أطفالهم، ثم يتناولون الطعام والشراب على الأرض الخضراء. بعد ذلك، يتوجهون إلى المقام الموجود بين المسجد والكنيسة وأمام المعبد للتبرك بأبو الحجاج الأقصري، وتوزيع “أرز بلبن” على الزائرين، قبل أن يعودوا للاستمتاع بجو الساحة.
مصدر رزق
لا تعد الأقصر مجرد مزار للأهالي والأجانب والطلبة، بل هي أيضًا مصدر رزق للعديد من الباعة الذين يكسبون قوت يومهم من بيع الشاي والقهوة والألعاب والإكسسوارات والتسالي وغيرها من السلع للزوار، مما يساهم في جعل تجربتهم أكثر راحة ومتعة.