شهد سعر الذهب في البورصة العالمية تراجعاً خلال تداولات اليوم، إلا أنه يسير نحو تحقيق ارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي حتى الآن. ويعزى هذا التراجع إلى عمليات جني الأرباح بعد تسجيل مستوى تاريخي يوم الثلاثاء الماضي. وفي هذه الأثناء، تظل العوامل التي تدعم ارتفاع أسعار الذهب متواجدة بقوة في الأسواق.
تراجع الذهب لجني الأرباح
افتتح سعر أونصة الذهب العالمي تداولات اليوم عند 2735 دولاراً، ليتراجع إلى أدنى مستوى عند 2723 دولاراً، حيث يتداول حالياً عند 2726 دولاراً للأونصة. وقد شهد السعر ارتفاعاً يوم أمس بنسبة 0.8% ووصل إلى أعلى مستوى عند 2743 دولاراً للأونصة، بحسب تحليل السوق.
هذا الأسبوع، سجل الذهب أعلى مستوى تاريخي له عند 2758 دولاراً للأونصة، قبل أن يقلص مكاسبه بسبب عمليات البيع لجني الأرباح. ورغم ذلك، يستمر الذهب في تسجيل ارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي.
تظل العوامل الداعمة لأسعار الذهب متواجدة بشكل ملحوظ في الأسواق، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن الانتخابات الأمريكية تشهد تنافساً شديداً. ومع قرب موعد الانتخابات في الخامس من نوفمبر، يتزايد عدم اليقين في الأسواق المالية مما يزيد من الطلب على الذهب كملاذ آمن.
كما تمكن الذهب من تجاوز مستهدفه لهذا العام عند 2750 دولاراً للأونصة، الذي وضعته بعض المؤسسات المالية العالمية، ليُرفع المستهدف حالياً إلى 2800 دولار، مع توقعات بتزايده إلى 3000 دولار أو أكثر بحلول عام 2025.
من جانب آخر، تؤدي التوترات الجيوسياسية المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط إلى دعم مستمر لأسعار الذهب، مما يمنعه من التصحيح السلبي الكبير أو المستمر لفترة طويلة.
مجلس الذهب العالمي
على صعيد الدولار الأمريكي، فقد شهد ارتفاعاً خلال هذا الأسبوع بنسبة 0.6% حتى الآن، متجهاً نحو تسجيل ارتفاع للأسبوع الرابع على التوالي، وهو ما ساهم في توقف سعر الذهب عن الصعود وحدوث بعض عمليات البيع لجني الأرباح.
وقد شهدت التوقعات في الأسواق المالية تغييرات بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية، حيث تجاهلت الأسواق احتمالات خفض البنك الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس دفعة واحدة. وبدلاً من ذلك، وضعت الأسواق احتمالاً بنسبة 85% بأن البنك سيخفض 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل في نوفمبر، مع احتمال بنسبة 15% للإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.
هذا ساهم في ارتفاع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات خلال هذا الأسبوع بنسبة 2.5% مسجلاً أعلى مستوى له منذ أكثر من 3 أشهر عند 4.260%، مما يزيد من الضغط على أسعار الذهب بسبب العلاقة العكسية بينهما.
يوم أمس، أظهرت بيانات أمريكية تراجعاً في طلبات إعانات البطالة الأسبوعية، ما يعكس صحة قطاع العمالة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تحسن في قراءة القطاع الصناعي وقطاع الخدمات، مما ساعد على تهدئة ارتفاع أسعار الذهب وتسجيلها مستويات تاريخية جديدة.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب خلال الأسبوع المنتهي في 18 أكتوبر، لتسجل أعلى مستوى لها منذ عام، بقيمة 23.7 طن ذهب، مما يدل على تصور المستثمرين أن الذهب لا يزال أمامه المزيد من المكاسب.
أسعار الذهب في مصر
يشهد سعر الذهب في مصر تذبذباً منذ جلسة الأمس، حيث توقفت أسعار الذهب عن الارتفاع بعد تسجيل قمته السعرية الأخيرة، في ظل الحركة العرضية لسعر الذهب العالمي الذي حقق مستوى تاريخياً جديداً هذا الأسبوع.
افتتح الذهب عيار 21، الأكثر شيوعاً، تداولات اليوم الجمعة عند المستوى 3730 جنيهاً للجرام، ليتداول حالياً عند نفس المستوى، بعد أن أُغلق تداول الأمس دون تغيير عند 3735 جنيهاً للجرام.
تعد تحركات سعر الذهب العالمي العامل الأكثر تأثيراً على السعر المحلي في الوقت الحالي، خاصةً في ظل غياب عوامل تسعير أخرى مثل حركة سعر صرف الدولار المستقرة والطلب المحلي الضعيف مؤخراً.
وفي سياق متصل، أفادت كريستالينا غورغييفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، بأن الصندوق منفتح على تعديل برنامج الإصلاح الاقتصادي المقدم لمصر، في ضوء مطالب مصر بالتفاوض مع الصندوق لمد فترة رفع الدعم عن الوقود والكهرباء، نتيجة التأثير السلبي الكبير على المستهلكين.
من جانب آخر، أكد رئيس الوزراء المصري أن حركة سعر الصرف الأجنبي منتظمة ولا يوجد تأخير لدفعات مستلزمات الإنتاج، وأن الدولة ملتزمة بسداد فوائد وأقساط الديون، مما قلل من شائعات حول إمكانية حدوث تعويم جديد.
كما أدت هذه التغيرات إلى مزيد من الاستقرار في حركة أسعار الذهب المحلي ليتبقى التأثير الوحيد حالياً هو تغير السعر العالمي.
توقعات أسعار الذهب
في الختام، تراجع سعر الذهب العالمي خلال تداولات اليوم ولكنه لا يزال في طريقه نحو تحقيق ارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي، حيث بدأت بعض عمليات البيع لجني الأرباح بعد تسجيل الذهب لمستوى تاريخي جديد.
تتحرك أسعار الذهب المحلي في تذبذب منذ جلسة الأمس، مع التركيز على المستويات العالمية، حيث يواجه الذهب المحلي استقراراً في عوامل التسعير.
فشل الذهب يوم أمس في الإغلاق فوق 2740 دولاراً للأونصة، الذي يمثل خط المقاومة الصاعد، مما دفعه اليوم إلى التراجع والتحرك في نطاق عرضي. إذا أقفل السوق تحت هذا المستوى، فقد يدخل الذهب في تصحيح سلبي مؤقت.
فيما يتعلق بالسعر المحلي، استمر سعر الذهب عيار 21 في التذبذب دون المستوى 3750 جنيهاً للجرام، ما يدل على ضعف زخم الصعود، رغم عدم الاتجاه الهبوطي الكبير مما يشير إلى محاولة الذهب تجميع الزخم الكافي لاستئناف الصعود.