نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -، ترأس صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، اليوم، وفد المملكة المشارك في قمة بريكس بلس 2025، التي تُعقد في مدينة قازان الروسية، والتي تمثل المملكة فيها دولة مدعوة للانضمام لمجموعة دول بريكس.
وخلال القمة، ألقى سمو وزير الخارجية كلمة نقل فيها تحيات خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله – إلى فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية وقادة دول مجموعة “بريكس”، معربًا عن تقديره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
قمة بريكس بلس 2025
وأبرز سموه العلاقات المتنامية بين المملكة ودول مجموعة “بريكس”، مشيرًا إلى أن حجم التجارة الثنائية مع دول المجموعة قد تجاوز 196 مليار دولار في عام 2025، وهو ما يمثل 37% من إجمالي التجارة الخارجية للمملكة. ورأى أن القمة تشكل فرصة لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لمواجهة التحديات العالمية ودعم التنمية المستدامة.
وفيما يتعلق بالشأن الدولي، أعرب سمو وزير الخارجية عن قلق المملكة من تصاعد التوترات العالمية. وقال: “في الوقت الذي نحن أحوج ما نكون فيه لمواجهة التحديات العالمية، نشهد تصاعدًا للتوتر وتناميًا للاستقطاب والمحاور، مما يضعف من مرونة وفاعلية المنتديات متعددة الأطراف. وتؤكد المملكة على دعمها لتعزيز المؤسسات الدولية لضمان تلبية احتياجات جميع الدول”.
كما تناول سموه في كلمته المستجدات في غزة، مشيرًا إلى أن استمرار العدوان الإسرائيلي يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي والدولي. وحذر من أن التصعيد الحالي قد امتد ليشمل الجمهورية اللبنانية، مؤكدًا أن استمرار النزاع سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة. وشدد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية دون عوائق، والإفراج عن الرهائن، والالتزام الجاد بتحقيق سلام دائم.
وأشار سموه إلى جهود المملكة الرامية لإحلال السلام في المنطقة، ومنها إطلاق المملكة الشهر الماضي لمبادرة “التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين” بالتعاون مع شركائها الدوليين. وأوضح أن منح الفلسطينيين حق تقرير المصير هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام، مثمنًا تضامن دول مجموعة “بريكس” مع القضية الفلسطينية ودعمهم لحل يستند إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي ختام كلمته، أكد سمو وزير الخارجية أن المملكة ستواصل تعزيز شراكاتها مع مجموعة دول “بريكس” وتوسيع آفاق التعاون في جميع المجالات، سعيًا لتحقيق التنمية والازدهار على المستوى الدولي.
حضر القمة، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى روسيا الاتحادية عبدالرحمن الأحمد، ومدير عام مكتب سمو وزير الخارجية عبدالرحمن الداود، ومدير عام المنظمات الدولية شاهر الخنيني، ومستشار سمو وزير الخارجية محمد اليحيى.