شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة تجمع دول “بريكس” التي عُقدت في مدينة “قازان”، حيث كانت هذه القمة بمثابة حدث تاريخي، إذ شهدت المشاركة الأولى لمصر كعضو رسمي في التجمع، بعد انضمامها في بداية العام الجاري.
وشهدت فعاليات القمة نشاطًا مكثفًا للرئيس السيسي، حيث التقى مع العديد من قادة الدول، من بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقادة دول مثل الصين وفلسطين وإيران وجنوب أفريقيا. تم خلال هذه اللقاءات بحث العلاقات الثنائية بين مصر وهذه البلدان، بالإضافة إلى مناقشة الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وخلال الجلسة العامة الأولى للقمة، ألقى الرئيس السيسي كلمة سلط فيها الضوء على اعتزاز مصر بمشاركتها الأولى كعضو في “بريكس”، وتأكيد حرص مصر على تعزيز انخراطها الفاعل في جميع آليات عمل التجمع. كما أعرب عن اهتمام مصر بتطوير العلاقات الاستراتيجية مع باقي أعضاء “بريكس”.
وأشار الرئيس إلى الجهود التي بذلتها الرئاسة الروسية لتجمع “بريكس” في مختلف المجالات، مما يعكس رغبتهم المشتركة في تطوير منظومة العمل الجماعي، وإعلاء صوت الدول النامية في الساحة الدولية.
كما أكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية على تسليط الرئيس السيسي الضوء خلال كلمته على الأزمات والصراعات الإقليمية والدولية المتزايدة التي تتطلب العمل الجاد لضمان فاعلية المنظومة الدولية، مشددًا على عجزها في التعامل مع الأزمات الإنسانية، خاصة تلك التي يشهدها قطاع غزة والعدوان الإسرائيلي على لبنان، مما يستدعي دورًا حيويًا لتجمع “بريكس”.
هذا وقد أعرب الرئيس عن أهمية تعزيز التعاون المشترك لتطوير آليات مبتكرة لتمويل التنمية، مشيدًا بمبادلة الديون من أجل المناخ كأحد الحلول الممكنة. كما دعا إلى إصلاح الهيكل المالي العالمي وتعزيز التعاون بين دول “بريكس” لمواجهة تداعيات تغير المناخ.
وفي الجلسة الثانية، شارك الرئيس السيسي بمداخلة أبرز فيها أهمية تعزيز الفهم المشترك للقضايا الدولية والإقليمية، مستعرضًا تطورات ومبادرات مهمة تُعنى بتمويل التنمية، مشيداً بالجهود التي تبذلها الدول الأعضاء في “بريكس” لتحقيق التعاون المثمر.
علاوة على ذلك، التقى الرئيس السيسي برؤساء دول مثل إيران، الصين، وفلسطين، حيث تناولت اللقاءات توحيد الجهود لدعم القضية الفلسطينية، وإنهاء التصعيد في المنطقة، وتعزيز العلاقات الثنائية.
وأكد الرئيس السيسي أن مصر ستظل داعمة للجهود الرامية لتوطيد العلاقات مع الدول الأعضاء في “بريكس”، تعزيزًا للتعاون في مواجهة التحديات المشتركة، والنهوض بالأولويات التنموية الأفريقية، بما يُسهم في تحقيق مصالح الشعوب النامية.
وفي ختام كلمته، تعهد الرئيس السيسي بالتزام مصر بتعزيز العمل المشترك بين دول تجمع “بريكس” مما يسهم في إرساء الأمن والسلام وزيادة النمو الاقتصادي العالمي.