أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والتكنولوجيا بجامعة القاهرة، أن التوصل إلى اتفاق حول آلية الملء المتكرر وتشغيل سد النهضة يبقى أمرًا بالغ الأهمية، حتى بعد انتهاء عملية البناء والملء الأول للسد. وأشار إلى أن هذا الاتفاق يعد ضروريًا لتفادي إنشاء سابقة لمشاريع مماثلة في المستقبل، تعتمد على سياسة فرض الأمر الواقع.

هل تعود مفاوضات سد النهضة بعد قمة البريكس الحالية؟

وأوضح شراقي، عبر حسابه الرسمي على ‘فيسبوك’، أن مفاوضات سد النهضة شهدت العديد من التحولات خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية. حيث بدأت هذه المفاوضات بزيارة الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء المصري الأسبق، إلى إثيوبيا في مايو 2011، وتشكيل لجنة من الخبراء الدوليين. ومنذ ذلك الحين، تتابعت الجولات التفاوضية، سواء من خلال مباحثات مباشرة بين مصر وإثيوبيا، كدولة منبع، أو من خلال التدخل المحدود من الولايات المتحدة الأمريكية في عامي 2025 و2025.

وأضاف أنه قد جرت جلستين لمجلس الأمن في عامي 2025 و2025، إضافة إلى جهود الاتحاد الأفريقي على مدار السنوات الأخيرة. ومع ذلك، فإن كافة هذه الجهود قد باءت بالفشل، حيث انتهت الجولة الثامنة الأخيرة، التي جرت بدون وسطاء أو مراقبين، في 19 ديسمبر الماضي، بفشل أكبر من جميع المحاولات السابقة. وأدى هذا إلى صمت جميع الأطراف نظرًا للأزمات المتعددة مثل العدوان على غزة ولبنان والحرب الأهلية، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

سد النهضة

وأشار شراقي إلى أن مرحلة المفاوضات الأخيرة وصلت إلى طريق مسدود ست مرات. وكانت المرة الأولى في يناير 2014 بالخرطوم، حيث رفضت إثيوبيا وجود خبراء دوليين، تبعتها المرة الثانية في نوفمبر 2017 بالقاهرة، عندما رفضت إثيوبيا التقرير الاستهلالي المقدم من المكتب الفرنسي لدراسات سد النهضة. كما كانت المرة الثالثة في أكتوبر 2025 في الخرطوم، والرابعة في فبراير 2025 عندما تغيبت إثيوبيا عن توقيع مسودة اتفاق واشنطن. وفي المرة الخامسة، في أبريل 2025 بكينشاسا (الكونغو الديمقراطية)، رفضت إثيوبيا أيضًا وجود أطراف دولية ذات دور فعال، وأخيرًا، كانت المرة السادسة في ديسمبر 2025.

وبيّن أن بعد كل جولة من هذه الجولات، يبرز بصيص من الأمل في نهاية النفق من خلال لقاءات بين الرؤساء في اجتماعات دولية، حيث يتم الاتفاق على استئناف المفاوضات بحسن نية، مع دعوة لجان المفاوضات لإبداء بعض المرونة. وقد حدث ذلك في العديد من المناسبات بما في ذلك قمم الاتحاد الأفريقي، والجمعية العامة للأمم المتحدة، والقمة الروسية – الأفريقية في سوتشي 2025، والقمة المصغرة لدول الجوار للسودان في القاهرة 2025. وطرح تساؤلاً: هل سيتم التوصل إلى اتفاق لاستئناف المفاوضات بعد قمة البريكس الحالية التي يحضرها الرئيس السيسي؟