يشهد العالم الإسلامي غدًا، الجمعة، حدثًا فلكيًا مميزًا يتمثل في تعامد القمر على الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، وهو التعامد الثاني والأخير لهذا العام.

تعامد القمر على الكعبة المشرفة

كشف المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن لحظة التعامد ستحدث في الساعة 07:07 صباحًا، حيث سيصل القمر إلى ارتفاع قدره 89.5 درجة فوق أفق مكة المكرمة، وسيكون مضاءً بنسبة 41.8 % وبمسافة تبلغ 395.321 كيلومترًا. يأتي هذا الحدث بالتزامن مع شروق الشمس التي ستكون على ارتفاع 9 درجات في لحظة التعامد.

وأوضح أبو زاهرة أن ظاهرة التعامد، المعروفة أيضًا بـ “التسامت”، تُعد واحدة من الطرق العلمية التي تؤكد دقة الحسابات المتعلقة بحركة الأجرام السماوية، بما في ذلك القمر. هذه الظاهرة تساعد أيضًا في تحديد اتجاه القبلة بسهولة من مناطق متعددة حول العالم.

وأشار إلى أن معظم مواعيد تعامد القمر أو الأجرام السماوية الأخرى نادرًا ما تتطابق تمامًا مع عرض الكعبة المشرفة، إذ يكون الفارق عادةً ربع درجة أو نصف درجة. لذلك، لا يُستخدم التعامد كوسيلة لتحديد اتجاه القبلة في المناطق القريبة من مكة، مثل الطائف وجدة، بينما لا تتأثر المدن البعيدة بذلك. من جهة أخرى، يمكن للسكان في المناطق الجغرافية البعيدة عن المسجد الحرام أن يستدلوا من خلال رؤية القمر فوق الأفق في وقت التعامد، حيث سيشير اتجاه القمر إلى مكة بدقة تعادل دقة التطبيقات الذكية.

وأوضح أنه يمكن للمختصين استخدام بعض الأدوات الفلكية المعروفة، مثل المنظار الفلكي أو أجهزة المساحة، لتحديد اتجاه القبلة بدقة عالية خلال لحظة تعامد القمر. كما أضاف أبو زاهرة أن القمر سيبقى ظاهرًا في السماء لبقية الليل حتى يغرب نحو الأفق الشمالي الغربي مع شروق شمس يوم الأربعاء.

الجدير بالذكر أن ميل القمر أثناء حركته الشهرية حول الأرض يتغير بمقدار 5 درجات عن دائرة البروج، مما يؤدي إلى حدوث تعامد القمر على الكعبة في أوقات معينة. يتم تحديد هذا التوقيت بدقة تصل إلى 0.5 درجة، رغم أن حدوثه نادر نسبيًا مقارنة بعدد دورات القمر، والتي تبلغ 12 دورة في السنة حول الأرض.