حالة من الحزن والغموض تسيطر على أهالي مركز بني مزار، شمال محافظة المنيا، بعد وفاة الشاب مصطفى كمال متأثراً بمرض السرطان. وتأتي وفاته في ظل انتشار منشور مؤثر له على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تنبأ بنهايته بشكل مؤلم قبل ثلاثة أشهر من رحيله.
وكان مصطفى قد نشر عبر حسابه الشخصي على فيسبوك، منشوراً في يوليو الماضي، يعبر فيه عن مشاعره وحالة اليأس التي كان يمر بها. كتب فيه: “سامحوني إن رحلت يوما دون موعد، فاليوم أنا معكم وغداً ربما لا أكون موجوداً، وتذكروا لي تلك الأشياء الجميلة فقط، وادعوا لي لأنني قد أكون معكم اليوم، وغدا بين يدي الله”.
وتعظم الكلمات التي كتبها مصطفى معاناته، حيث أضاف: “اللهم أحسن خاتمتنا، سامحوني، لا أعلم متى يدركني الموت. ربي اشهد على أنني سامحت الجميع دنيا وآخرة، فقد أكون في يوم من الأيام اغتبت أحداً أو أسأت لأحد، بزلة لسان أو في نفسي أو مع جماعة، بقصد أو بدون قصد”.
وانتقل مصطفى في حديثه إلى موضوع الأخطاء البشرية، داعياً الجميع إلى المسامحة: “الإنسان ليس معصوماً من الخطأ، أتمنى أن يسامحني الجميع. أقول ذلك ليس ضعفا مني، بل خوفاً مما بيديه ملكوت السماوات والأرض، فأنا لا أعلم متى يدركني الموت”.
وختتم مصطفى كلماته مؤملاً أن يترك أثراً طيباً بعد وفاته: “سامحوني حين يأتي رحيلي دون وداع، اللهم اغفر لي إذا توفيت وسخر من يدعو لي دون ملل.. واجعلني أثراً طيباً، فكلنا راحلون”.
وبعد الإعلان عن وفاته، تحولت صفحات أهالي مركز بني مزار على فيسبوك إلى سيرة عزاء، حيث عبر الكثيرون عن حزنهم لفقدانه، مؤكدين محبته وذكراه الطيبة. وكتب أحد أصدقائه قائلاً: “أتاريك كنت بتودعنا يا غالي.. أخويا وصاحبي.. عشت في هدوء ورحلت عنا في هدوء.. كسرت قلبي عليك.. ربنا يصبر زوجتك وأولادك وكل حبايبك على فراقك الصعب يا غالي”.
فيما علق آخر: “مع السلامة يا صاحبي، ربنا يجمعنا بك.. إنا لله وإنا إليه راجعون”.