تتزايد المخاوف مع اقتراب فصل الشتاء من ارتفاع خطر انتشار الأمراض التي تؤثر سلبًا على صحة حيوانات المزرعة، وخاصة الدواجن. حيث يؤدي انخفاض درجات الحرارة إلى تعرض هذه الحيوانات لمجموعة من الأمراض التنفسية ونزلات البرد والإسهالات، مما يشكل تهديدًا رئيسيًا للأمن الغذائي القومي في مصر. ومع التراجع في المعروض وزيادة الطلب على الدواجن، أصبح سعرها محط اهتمام الشعب المصري الذي يتابع تطورات السوق يوميًا.
وفي هذا السياق، أعلن الدكتور السيد الغمري، استشاري أمراض الدواجن، أن مرض نيوكاسل يعتبر من الأمراض الفيروسية الوبائية التي تؤثر سلبًا على صناعة الدواجن في مصر. وعلى الرغم من الشائعات التي تربط انتشار هذا المرض بفصل الشتاء، أكد الغمري أن هذا المرض يمكن أن يظهر على مدار العام، مع اختلاف شدة تأثيره تبعًا لنوع الدواجن، سواء كانت دجاجًا للتسمين أو دجاجًا بياضًا أو أمهات.
تأثير مرض نيوكاسل على أنواع الدواجن:
وأضاف استشاري أمراض الدواجن أن تأثير مرض نيوكاسل على الأنواع المختلفة للدواجن يأتي على النحو التالي:
– دجاج التسمين:
يُعتبر الأكثر تأثرًا بالفيروس، حيث يمكن أن تصل نسبة النفوق إلى 100% في حال انتشار المرض بشكل واسع.
– دجاج البياض:
يعاني من نقص كبير في إنتاجية البيض، تتراوح نسبته بين 20% و50%، كما قد يتسبب المرض في تصغير حجم البيض وهشاشة قشرته. وبعد انتهاء العدوى، يبقى الإنتاج منخفضًا لفترة تتراوح بين 4 إلى 8 أسابيع قبل أن يبدأ في التعافي، لكنه قد لا يعود إلى معدلات الإنتاج القياسية للدواجن غير المصابة.
– دجاج الأمهات:
يشهد انخفاضًا في الخصوبة، مما يؤثر على جودة وكفاءة الإنتاج.
انتشار المرض والأعراض:
وأشار الغمري إلى أن مرض نيوكاسل يتميز بسرعة انتشاره، حيث يمكن أن يصيب القطيع بالكامل بنسبة تصل إلى 100%. وتتراوح فترة حضانة المرض بين يومين إلى 7 أيام، وعادةً ما يظهر عند الدجاج في عمر 20 يومًا، بينما قد يظهر في أي مرحلة من دورة حياة الدجاج الأمهات أو البياض.
طرق انتشار المرض:
وأوضح الغمري وجود عدة وسائل لانتقال المرض، ومنها:
- ينتقل الفيروس من طائر إلى آخر عن طريق إفرازات الجهاز التنفسي والفم أو عن طريق الأعلاف الملوثة أو الماء.
- ينتقل بين المزارع بواسطة الهواء ولكن لمسافات قصيرة.
- يدخل المزارع عن طريق الأدوات الملوثة أو بواسطة الطيور البرية.
- يمكن للفيروس أن ينتقل أحيانًا إلى بيض الطيور المصابة، لكن الأجنة تموت قبل الفقس.
الأعراض:
وأوضح الغمري أن من أهم الأعراض التي تظهر على الدواجن تتمثل في الآتي:
- هبوط استهلاك العلف بنسبة تصل إلى 50%.
- زيادة في نسبة النافق.
- زيادة في سحب المياه.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- انكماش الطائر.
- خمول شديد في القطيع.
- فقدان الطائر للحيوية.
- إسهال مائي أخضر اللون (برسيمي).
- التجمع في جوانب الحظيرة.
كما أشار إلى أن الأعراض التنفسية في الطيور تبدأ في الظهور على شكل صعوبة التنفس وحشرجة في الصوت، وتزداد حدة الأعراض ليلاً، موضحًا أن جميع الأعراض المذكورة تختلف حسب معظم الأمراض الفيروسية.
اللقاحات والأدوية البيطرية:
وذكر الغمري أن هذا المرض له تحصينات حية (live vaccine) مثل (هتشنر والكولون والألسوتا)، بالإضافة إلى التحصينات الميتة (killed vaccine) والتي يتم تحديدها وفقًا لبرنامج وقائي يضعه الطبيب البيطري المختص بناءً على المنطقة المحيطة بالمزرعة.
وأضاف أن مرض نيوكاسل يُصنف كأحد الأمراض التي تحتاج إلى تحصين اضطراري؛ مشددًا على أن مناعة القطيع تلعب دورًا كبيرًا في مكافحة المرض. يتم تحصين دجاج التسمين من مرتين إلى ثلاث مرات على مدار الدورة، بالإضافة إلى التحصين ‘الميت’. كما أن برنامج التحصين يختلف باختلاف المكان وحسب مستوى المناعة والوبائية في المنطقة، في حين يشمل برنامج تحصين الدجاج البياض من 4 إلى 5 تحصينات على مدار الدورة.
كما أكد على أهمية التأكيد معمليًا على فاعلية اللقاح المستخدم في آخر تحصين للطيور.
توصيات:
وأوصى بضرورة استخدام روافع المناعة للقطيع، وفيتامينات متنوعة لتفادي خطر المرض، والاهتمام بتطهير العنبر واستخدام مضادات الميكروبات مثل البيتادين أو اليود ورشها في العنابر.
كما حث المربين على الحفاظ على الأمان الحيوي في العنابر، قياس مناعة الأم، تحديد مواعيد التحصين تحت إشراف الطبيب البيطري، واستخدام رافع مناعة قوي للقطيع على مدار الدورة، إلى جانب ضرورة عدم إجهاد الدواجن والحفاظ على التهوية الجيدة.