يترقب الآلاف بفارغ الصبر بداية فصل الشتاء، حيث لا يفصلنا عنه سوى أيام قليلة، إذ من المقرر أن يبدأ أول أيامه يوم السبت الموافق 21 ديسمبر 2025، بعد انتهاء فصل الخريف الذي يستمر لمدة ثلاثة أشهر وينتهي يوم الجمعة 20 ديسمبر 2025.

وأفادت الحسابات الفلكية بخصوص مواعيد بدء الفصول وأطوالها حتى نهاية عام 2025، حيث بدأ فصل الخريف يوم الأحد 22 سبتمبر، وطوله 89 يوماً و20 ساعة. بينما يبدأ فصل الشتاء يوم السبت 21 ديسمبر ويستمر لمدة 88 يوماً و23 ساعة.

موعد بداية فصل الشتاء

يبدأ فصل الشتاء فلكياً في 21 ديسمبر من كل عام، وهو موعد الانقلاب الشتوي الذي يحدث نتيجة ميل محور الأرض وحركتها حول الشمس. حيث إن الأرض أثناء دورانها حول الشمس ليست عمودية، بل مائلة بمقدار 23.5 درجة.

نتيجة لذلك، يتبادل النصف الشمالي والنصف الجنوبي مكانهما في استقبال ضوء الشمس، مما يدل على أن ميلان الأرض، وليس المسافة بينها وبين الشمس، هو السبب وراء حدوث الفصول الأربعة.

في يوم الانقلاب الشتوي، يميل القطب الشمالي بعيدًا عن الشمس، وتصل الشمس ظاهريًا إلى أقصى نقطة جنوب السماء، وبالتالي تقل ساعات النهار في جميع المواقع شمال خط الاستواء عن 12 ساعة، بينما يكون النهار أطول من 12 ساعة في المناطق جنوب خط الاستواء.

تفاصيل الانقلاب الشتوي

تشهد جميع أنحاء العالم شروق وغروب الشمس في يوم الانقلاب الشتوي. ففي شمال الدائرة القطبية عند خط العرض 66.5 درجة شمالاً، لا يوجد شروق أو غروب للشمس في هذا اليوم، حيث تبقى الشمس تحت الأفق طوال اليوم. في المقابل، فإن الدائرة القطبية الجنوبية عند خط العرض 66.5 درجة جنوبًا لن تشهد أيضاً شروق أو غروب للشمس، حيث تبقى الشمس فوق الأفق طوال اليوم، وهي ظاهرة تعرف بشمس منتصف الليل، مما يعد دليلاً على كروية الأرض.

في هذا اليوم، يُلاحظ تأخر الفجر، وتشرق الشمس من أقصى الجنوب الشرقي، ويكون قوس المسار الظاهري للشمس في قبة السماء منخفضا. وعند الظهر (الزوال)، تكون ظلال الأشياء في أقصى طول لها خلال السنة، ومن ثم يأتي غروب الشمس مبكرًا.

بعد وصول الشمس إلى أقصى نقطة جنوب السماء (ظاهريًا) في الانقلاب الشتوي، ستلاحظ وكأنها تشرق من نقطة واحدة جنوب السماء لبضعة أيام، قبل أن تبدأ مسارها الظاهري باتجاه الشمال مجددًا نتيجة لحركة الأرض في مدارها حول الشمس. وستبدأ بعد ذلك زيادة ساعات النهار حتى تتساوى مع ساعات الليل في الاعتدال الربيعي الذي سيحدث في 20 مارس.

نهاية الخريف

بعد تخطي الشمس الانقلاب الصيفي، تبدأ حركتها الظاهرية في الاتجاه تدريجياً نحو الجنوب، ويتناقص ميل أشعتها، حتى يبلغ الصفر حول يوم 23 سبتمبر، حيث يحدث الاعتدال الخريفي وتتعامل أشعة الشمس مع خط الاستواء، فيتساوى طول الليل والنهار في جميع نقاط سطح الكرة الأرضية. ففي نصف الكرة الشمالي يحدث الخريف، بينما يشهد النصف الجنوبي الربيع.

يجب أن يتعارض الوضع مع ما هو عليه خلال الاعتدال الربيعي. وتستمر الحركة الظاهرية للشمس بالاتجاه نحو الجنوب، مما يؤدي إلى انخفاض ميل أشعتها على العمودي على سطح الأرض، وبالتالي يزداد طول النهار ويقل الليل في نصف الكرة الشمالي، بينما يحدث العكس في نصف الكرة الجنوبي، حتى يصل الميل إلى (-27) (27) قبيل الانقلاب الشتوي مرة أخرى، فتتعامد أشعتها على مدار الجدي. بذلك تكون قد اكتملت دورة الأرض حول الشمس في حوالي 365.25 يوماً.

وهكذا، تعتبر ذروة الاعتدال الخريفي فلكياً في هذا اليوم، حيث تشرق الشمس عمودياً تماماً على خط الاستواء، ويتساوى طول الليل والنهار على الكرة الأرضية، علماً بأن الاعتدال الخريفي في نصف الكرة الشمالي يقابله الاعتدال الربيعي في نصف الكرة الجنوبي.

ثم يبدأ طول النهار في النقصان تدريجياً، يوماً بعد يوم، حتى يصل إلى أقل معدلاته في 21 ديسمبر المقبل، حيث يُعتبر الانقلاب الشتوي “ذروة الشتاء فلكياً”، وفيه نلاحظ زيادة طول الليل مقارنة بطول النهار.