وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم إلى قصر الاتحادية، للمشاركة في قمة تجمع دول “بريكس” المنعقدة في مدينة “قازان” الروسية. وتعد هذه القمة الأولى التي تشهد مشاركة مصر كعضو رسمي في التجمع منذ انضمامها له في مطلع العام الجاري.

الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وموسكو

تتواصل جهود تعزيز العلاقات المصرية الروسية، حيث يرصد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستجدات المتعلقة بالشراكة الاستراتيجية بين البلدين. في هذا الإطار، سيستعرض الرئيس السيسي خلال القمة رؤى مصر ومواقفها تجاه عدد من القضايا المهمة على الصعيدين الدولي والإقليمي. كما سيؤكد على أهمية تعزيز التعاون بين دول “بريكس” لضمان تطوير العمل متعدد الأطراف ومواجهة التحديات العالمية.

سيتمحور الحديث حول سبل إصلاح الهيكل المالي العالمي لتحقيق توازن أفضل، مع التركيز على تعزيز صوت ومصالح الدول النامية في المحافل الدولية. بالإضافة لذلك، سيتناول الرئيس قضايا المناخ وسبل دعم التعاون الاقتصادي والتنمية بين دول التجمع.

توسع دائرة الصراع بالمنطقة

أوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس سيعبر عن موقف مصر الثابت بشأن التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، مع التأكيد على الجهود المبذولة للتهدئة ومنع توسع الصراع إلى حروب إقليمية، وذلك لما يمثله ذلك من خطر على شعوب المنطقة والسلم والأمن الإقليمي والدولي.

كما سيشارك الرئيس السيسي في قمة “بريكس بلس”، التي تضم الدول الأعضاء في بريكس بالإضافة إلى الدول والمنظمات الدولية الصديقة، حيث سيتطرق إلى أهمية هذه الاجتماعات لتعزيز التعاون الجنوب-جنوب.

من المقرر أن يلتقي الرئيس مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وعدد من القادة المشاركين بالقمة لاستعراض العلاقات الثنائية وتبادل الآراء حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

العلاقات وأطر التعاون

– في كلمة مسجلة له خلال منتدى أعمال تجمع “بريكس”، أعرب الرئيس السيسي عن تقديره للرئيس بوتين على جهوده المبذولة لدفع أطر التعاون بين دول التجمع، مشيرًا إلى أن الاجتماعات الموجهة قد أسهمت في تعزيز العلاقات.

– جاء ذلك خلال مراسم بدء صب الخرسانة لوحدة الكهرباء رقم 4 في محطة الضبعة للطاقة النووية، حيث كان كلا الرئيسين يشهدان الحدث عبر تقنية الفيديو كونفرانس. وقد أشار بوتين إلى تواصل دائم مع السيسي حيث ناقشا التعاون الثنائي والمواضيع الإقليمية.

– اتفقت الدول عام 2015 على إنشاء محطة للطاقة الكهربائية بتكلفة استثمارية تبلغ 25 مليار دولار، وقد جرى توقيع الاتفاقيات النهائية لبناء محطة الضبعة خلال زيارة بوتين للقاهرة في ديسمبر 2017.

العلاقات المصرية الروسية

– عرفت العلاقات المصرية الروسية تطورًا ملحوظًا منذ تولي السيسي الحكم، حيث تشهد العلاقات حاليًا مسارًا جديدًا يتسم بالقوة، خاصة في ظل الظروف الدولية الحالية. وقد تم تدشين العلاقات الدبلوماسية بين مصر والاتحاد السوفيتي عام 1943، بينما تم توقيع أول اتفاقية اقتصادية بين البلدين في عام 1948.

– تحتفظ الدولتان بشراكة استراتيجية شاملة تم تأكيدها من خلال اتفاقية دخلت حيز التنفيذ عام 2025، حيث يغطي التعاون مجالات واسعة تشمل السياسة والاقتصاد.

– لقد شهدت السنوات الأخيرة العديد من اللقاءات بين السيسي وبوتين، ما يعكس عمق الحوار بين البلدين ويعزز التعاون العسكري والتجاري، بما في ذلك مشاريع الطاقة النووية في منطقة الضبعة.

التعاون العسكري والثقافي

– تعزيز التعاون بين البلدين يشمل أيضًا المجالات العسكرية والثقافية، من خلال الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين. وتعمل آلية 2 + 2 على تعزيز التعاون مع عدة دول منذ عام 2013.

– شهد التبادل التجاري بين مصر وروسيا نموًا ملحوظًا، حيث بلغ 7.2 مليار دولار في عام 2025. وقدمت روسيا لمصر حوالي 80% من وارداتها من القمح، بينما تُعتبر المشروعات الضخمة مثل المنطقة الصناعية الروسية في قناة السويس ذات أهمية كبيرة للتعاون المشترك.

– مؤخرًا، شارك الرئيس السيسي وبوتين في مراسيم صب الخرسانة الأولى لمحطة الضبعة النووية، التي تعد نموذجًا قويًا للشراكة الاستراتيجية بين البلدين، في ظل الالتزام بتطوير قطاع الطاقة كجزء من رؤية 2030.