أعلنت شركة ميتا عن إطلاق نموذج جديد في عالم الذكاء الاصطناعي يحمل اسم “المُقيّم الذاتي التعليم” (Self-Taught Evaluator)، الذي يهدف إلى تقييم وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى بشكل مستقل.

يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي يشهد فيه مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي انتشاراً ملحوظاً، حيث أصبحت الشركات التقنية الكبرى تعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي، إما عبر تطوير نماذج خاصة بها أو من خلال دمج نماذج خارجية ضمن خدماتها الجديدة.

تشكل تكلفة تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي تحدياً كبيراً أمام الشركات، حيث أن المشهد الحالي يتطلب استثمارات ضخمة لضمان القدرة على المنافسة.

علاوة على ذلك، يتطلب التدريب التقليدي استخدام تقنية تُعرف باسم “التعلم التعزيزي من خلال ملاحظات البشر” (RLAIF)، والتي تتضمن تدخل البشر في عملية التدريب، مما يُعقد ويبطئ سرعة تطوير النماذج.

يهدف النموذج الجديد الذي قدمته ميتا إلى تقليص الحاجة إلى التدخل البشري، حيث يتميز بقدرته على تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتقييمها بشكل مستقل دون الحاجة إلى خبرات بشرية.

في الوقت الراهن، يبقى التدخل البشري ضرورياً لضمان دقة النتائج التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، إذ يتطلب الأمر التحقق من سلامة البيانات المستخدمة في عملية التدريب، غير أن ذلك يؤثر سلباً على مدة التطوير ويزيد التكاليف.

من الجدير بالذكر أن نموذج ميتا الجديد يعتمد على تقنية “سلسلة الأفكار” (Chain of Thought) التي تم استخدامها مؤخراً بواسطة شركة OpenAI، والتي تهدف إلى تقسيم المشكلات المعقدة إلى خطوات منطقية أصغر، مما يعمل على تحسين دقة المخرجات في مجالات متعددة تتضمن العلوم والبرمجة والرياضيات.

وقد تم تطوير نموذج “المقيم الذاتي التعليم” بواسطة ميتا باستخدام تقنية “سلسلة الأفكار” ذاتها، كما تم تدريبه باستخدام بيانات تم توليدها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وصرح جيسون ويستون، أحد الباحثين المشاركين في المشروع، بأن “الأمل مع تقدم الذكاء الاصطناعي هو أن يصبح أكثر كفاءة في فحص أدائه، متفوقاً على القدرة البشرية المتوسطة”.