كشف الدكتور زهير رهبيني، المتحدث الرسمي للجمعية السعودية للطب الوراثي، أن الدراسات العلمية تُظهر أن نسبة زواج الأقارب في السعودية تقارب 60%، وهي نسبة تُعتبر مرتفعة جداً، وتقترب من النسب المسجلة في عدة دول خليجية وعربية، مثل السودان واليمن.

وأشار الدكتور رهبيني، وفقاً لما نقلته (العربية.نت)، إلى أن نسبة زواج الأقارب تصل إلى 90% في بعض المحافظات والقرى السعودية، مما يبرز الحاجة الملحة للتوعية الصحية والاجتماعية حول الأمراض الوراثية، التي تُعتبر السبب الرئيسي وراء العديد من الأمراض، مما يتسبب في تكاليف عالية سواء على الأسر أو على الدولة من حيث الإنفاق والعلاج.

وأضاف أن الدراسات العلمية لم تُظهر تغييرات ملحوظة في نسبة زواج الأقارب على مدار السنوات الماضية، مما يدل على مدى رسوخ العادات والتقاليد في المجتمع، في ظل نقص الوعي بالمخاطر المترتبة على الأمراض الوراثية ومستقبلها.

وتؤكد المنظومة الصحية السعودية بأهمية بالغة على ضرورة إجراء الفحص الطبي قبل الزواج، والذي يتيح تقييم مستوى الإصابة ببعض أمراض الدم الوراثية والأمراض المعدية، بهدف تقديم المشورة الطبية حول مخاطر انتقال تلك الأمراض للأطراف المعنية أو الأبناء في المستقبل، بالإضافة إلى توفير الخيارات المناسبة للخطيبين لمساعدتهما على التخطيط لأسرة صحية.

أكثر الأمراض الوراثية شيوعًا في السعودية

في سياق متصل، أضاف الدكتور رهبيني أن من بين أكثر الأمراض الوراثية انتشاراً في السعودية هي الأمراض المتنحية، مثل أمراض التمثيل الغذائي وبعض المتلازمات وأمراض الدم الوراثية. وأوضح أن وجود الأبوين كحاملين لمورثتين، واحدة سليمة وأخرى مصابة، قد لا يظهر عليهما أي أعراض لأن المورثة السليمة تؤدي الوظيفة المطلوبة.

كما أوضح الدكتور رهبيني أن انتقال الأمراض إلى الأبناء يحدث عادةً عندما ينقل كل من الأم والأب المورثة المصابة، مما يؤدي إلى إصابة الطفل الذي يحمل مورثتين مصابتين. وأعرب عن أسفه لعدم توفر إحصائيات دقيقة، مشدداً على أهمية إنشاء “سجل وطني” للأمراض الوراثية لتوثيق الإحصاءات بصورة دقيقة.