عقدت جمعية المصريين، تحت رئاسة المهندس علي عيسى، اجتماعًا موسعًا للجنة الاستشارات الهندسية برئاسة الدكتور وليد سويدة، بحضور نقيب المهندسين، المهندس طارق النبراوي، لتناول التحديات التي تواجه مهنة الاستشارات الهندسية ودعمها في المنافسة على الصعيد الخارجي، بالإضافة إلى مناقشة دور النقابة في دعم رؤية الدولة لتشجيع المنتجات المحلية من مواد البناء والمعدات الهندسية.
شهد الاجتماع مشاركة فعالة من المهندس مجد الدين المنزلاوي، الأمين العام للجمعية ورئيس لجنة الصناعة والبحث العلمي، والمهندس عمر صبو، الرئيس السابق للجنة الاستشارات الهندسية، مع حضور عدد كبير من أعضاء اللجنة والجمعية المعنيين بهذا القطاع الحيوي، بالإضافة إلى ممثلين عن الإدارة التنفيذية للجمعية.
وقد تم تكريم المهندس عمر صبور خلال الاجتماع تقديرًا لجهوده المبذولة في خدمة المكاتب الاستشارية خلال فترة رئاسته للجنة.
المشروعات القومية والتنموية للدولة
في كلمته، أكد المهندس مجد الدين المنزلاوي، الأمين العام للجمعية ورئيس اللجنة، أن الجمعية ترحب بتعزيز التعاون والشراكة مع الجهات المعنية لدعم جهود الدولة، خاصة في ظل توجه الحكومة المصرية نحو توطين الصناعة المحلية. وأشار إلى أهمية الاعتماد على المنتجات المحلية من مواد البناء والمعدات، داعيًا إلى تحسين جودة وتنافسية الصناعة الوطنية من خلال اعتماد المكاتب الاستشارية لهذه المنتجات كبديل عن المستوردة.
وأوضح الدكتور وليد سويدة، رئيس لجنة الاستشارات الهندسية، أن نقابة المهندسين تُعتبر خط الدفاع الأول عن المهندس المصري، إذ أنها الجهة الوحيدة المعنية بتراخيص جميع فئات الاستشاريين في مصر، مشيرًا إلى أن معظم المشروعات القومية التي تُساهم في الاقتصاد المصري تعتمد على مهارات المهندسين الاستشاريين، مما يجعل الاستشارات الهندسية محورًا مهمًا للاقتصاد الوطني.
تسريع تسجيل المكاتب الاستشارية
وأضاف سويدة أن نقابة المهندسين وجمعية المصريين لعبتا دورًا بارزًا في تحسين مستوى التعليم الهندسي وإنقاذ المهنة. حيث أولت النقابة اهتمامًا كبيرًا بالتعليم والتدريب، وقامت الجمعية بتوقيع بروتوكولات تعاون مع كليات الهندسة لتدريب الطلاب.
وأكد سويدة أن التحدي الرئيسي يكمن في غياب قانون يحمي المهنة ويوفر عقود عادلة تعزز من المنافسة الحرة، مشيرًا إلى أهمية وضع حد أدنى للأتعاب وتطبيق عقوبات رادعة للمخالفين، خاصة في ظل الصعوبات المتعلقة بفترة الانتقال إلى تصنيفات أعلى والتي قد تستغرق حتى تسع سنوات.
من ناحيته، شدد المهندس طارق النبراوي، نقيب المهندسين، على أهمية التعاون بين جمعية المصريين ونقابة المهندسين من أجل حماية المستثمرين والمساهمة في الارتقاء بمهنة الهندسة وتحسين كفاءة المهندسين، بالإضافة إلى تقديم الرعاية الاجتماعية للاستشاريين.
واختتم نقيب المهندسين بالقول: “يجب علينا الاتفاق على قيم عادلة لمهنة الاستشارات الهندسية ليتم تطبيقها في النقابة، بما يتضمن إنشاء لائحة للأتعاب ومرتبات المهندسين، بالإضافة إلى ضوابط لمواجهة المكاتب التي تعمل في السوق الموازي لضمان التزام القطاع الخاص بها.”
في ختام الاجتماع، أعلن الدكتور وليد سويدة عن التوافق مع جمعية المصريين على العمل من أجل تسوية أوضاع بعض المكاتب الاستشارية، مع التخطيط لإعداد ورقة عمل تتضمن كافة المطالب المشروعة والمقترحات لتحسين مهنة المهندس الاستشاري. شملت الاقتراحات وضع حد أدنى للأتعاب كوسيلة لحماية المكاتب الاستشارية، وتعزيز إمكانياتها للمنافسة على المستويين الخارجي والأفريقي، بجانب التعاون مع القطاع الخاص والنقابة لتدريب وتأهيل الخريجين لسوق العمل.