حفظ النعمة يعد من السلوكيات الحميدة التي دعا إليها ديننا الإسلامي الحنيف، ويعتبر من أسمى مبادئه.

في هذا السياق، أعرب الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقاً ونائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية، عبر حسابه الرسمي على منصة إكس، عن إعجابه بـ”معظم” الشعوب التي زارها، سواء كانت فقيرة أو غنية، حيث أكد أنهم لا يتركون شيئًا في صحونهم بعد الأكل. وأشار إلى أن بعضهم لا يترك حتى حبة الأرز الواحدة، وعلق قائلاً: “نعم الواحدة، لا تبقَ في صحنه‼️”.

سلوك حفظ النعمة

وأضاف المسند: “أشاهدهم يلتقطون ما يسقط من الطعام على السفرة أو الطاولة ويأكلونه، لا من فقر أو جوع، بل كعادة حسنة. كما أنهم لا يضعون في صحونهم إلا المقدار الذي سيتناولونه فقط، حتى وإن كان الطعام بوفيه مفتوحًا ومجانيًا.”

وأشار المسند إلى أهمية الحكمة، مستشهداً بقول الله تعالى: “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”.

الله يكفينا شر البطر

وفي تعقيب له، قال عبد الله الجري: “الله يكفينا شر البطر”.

كما أضاف فهد ن. الفهد في تعليقه على منشور المسند: “عن جابرٍ قالَ: سمعتُ رسولَ اللَّه ﷺ يَقُولُ: طَعامُ الوَاحِدِ يَكْفي الاثنين، وطعامُ الاثنين يكْفي الأربعةَ، وطعامُ الأرَبَعةِ يَكْفي الثَّمانِيَةَ”. رواه مسلم.

قصة عاملة سريلانكية

وأشار خالد الهادي قائلًا: “أزيدك من الشعر بيتا.. كان عند أختي عاملة سريلانكية نصرانية، وكانت تأخذ الخبز المتبقي من الطعام لتقطعه بيديها وتفتته، ثم تضعه في السطح لتأكله الطيور. وكانت أمهاتنا وأخواتنا الكبار يعملون ذلك، ولكن الجيل الجديد يفتقد هذا الحس والوعي الغذائي: ثلث لطعامك وثلث لشرابك وثلث لنفسك”.

وصية شرعية بحفظ النعمة

وأضاف أبو مازن الربيعان: “نعم يا دكتور عبدالله، المسلم أولى بهذا التصرف من غيره، لديه وصية شرعية بحفظ النعمة وعدم الإسراف. ولكن المشاهد، مع الأسف، من بعض قومنا هو التفاخر بهذا الإسراف والتبذير وإهانة النعمة. حتى أننا نرى أحياناً شِيِّابًا في مقدمة من يفعلون ذلك بدعوى الكرم، وما هو بكرم إنما هو هرم عقلي وسقام فكر”.