أثارت محاولات بعض الأفراد للانتقاص من المعلمين ونشر الشائعات ضدهم استنكار الملايين من أبناء الوطن، خاصةً بعد الادعاء الكاذب لطالب بتعرضه للاعتداء، وهو ما تم نفيه من قبل الجهات المعنية.

وأكدت شرطة منطقة الرياض، اليوم الأحد، عدم صحة ادعاء الطفل بتعرضه للاعتداء.

وقال الأمن العام في بيان صادر له: “إلحاقًا لما تم إعلانه حول ادعاء طفل في محتوى مرئي بتعرضه للاعتداء، فقد ثبت عدم صحة هذا الادعاء وجرت اتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة في هذا الشأن”.

ادعاءات كاذبة تهز الثقة

وعبر الكاتب والإعلامي فواز اللعبون عن رأيه قائلًا: “الطفل الذي ادعى تعرضه للاعتداء كاذب! لقد أفترى على المعلمين أبشع الافتراءات، وطار الساذجون وراءه، حيث شتموا العلم والتعليم والمعلمين! كل المؤشرات كانت تدل على كذب الطفل: منطقياً، وصوتاً، وعيناً، وجودة الإتقان…”.

وأضاف اللعبون: “إن الناس على منصات التواصل الاجتماعي يتباينون بين العقلاء والجهلة، فإن لم تكن عاقلاً فلا تكن جاهلاً، ادعموا المعلمين النبيلين، وحقهم سيتحقق. وقبلكم، يوسف عليه السلام تعرض لافتراءات، ولكن الله نصره، كما قال تعالى: {وقد خابَ مَنِ افتَرَى}. الشكر موجه لأجهزتنا الأمنية الفطنة”.

الحق ينتصر والافتراء يتكشف

بدوره، علق طارق العودة على الحادثة قائلاً: “اتهام المعلمين يعد من أخطر الاتهامات التي قد تهز ثقة المجتمع في أحد أبرز ركائزه: التعليم. فعندما نقول إن تدمير الثقة في المعلمين يفتح الباب نحو انهيار القيم والمعرفة، فإن هذا صحيح تماماً. في مسائل مثل هذه، علينا أن نتذكر أن الظلم قد يطال أكثر الأشخاص نبلاً، كما حدث مع يوسف عليه السلام، ولكنه في النهاية يظل الحق هو المنتصر والافتراء هو الذي يكشف”.

حادثة سابقة وإجراءات حاسمة

وأشار خلف أحمد العنزي إلى قصة مشابهة، قائلاً: “قصة قديمة حدثت في السعودية: أحد أولياء الأمور من جنسية عربية افترى على مدير مدرسة زاعمًا أنه اعتدى جنسيًا على ابنه، لكن بعد التحقيقات ثبت كذب الادعاء، حيث كان الدافع تراجع درجات الابن. وقد نُفذ حد الافتراء على الأب وتم ترحيله. اليوم، إن إثارة مثل هذه المواضيع على وسائل التواصل الاجتماعي دون تحقق أو اللجوء للجهات المختصة أمر غير مقبول”.

كما علق د. محمد آل رزيق قائلاً: “من الذي يفترض أن يُحاسب؟ بلا شك كل من شارك في هذه المسرحية، باستثناء الطفل الذي تم استغلاله. هنا تظهر التصفية الحسابات، والضحية هي سمعة الوطن والتعليم والمعلمين”.

رسالة مهمة من هذه الحادثة

وفي الختام، ومع تكشف تفاصيل القصة وظهور براءة المعلم من هذه الافتراءات، يتضح لنا الدور المشرف والرسالة السامية للمعلمين من أبناء الوطن، فهمهم الأساسي هو بناء عقول الأبناء وتوجيه النشء القويم لتحقيقي رفعة هذا الوطن.

ومن أهم الدروس المستفادة من هذه القصة هو أهمية التأني والتروي، وعدم الانسياق وراء الشائعات حتى تتضح الحقائق من الجهات الرسمية المختصة.