توج معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه (GEA)، المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، اللاعب الإيطالي يانيك سينر، المصنف الأول عالمياً، بلقب بطولة “The Six Kings Slam” التي تُقام ضمن فعاليات “موسم الرياض”. جاء ذلك بعد فوز سينر على المصنف الثاني عالمياً، الإسباني كارلوس ألكاراز، بمجموعتين مقابل مجموعة واحدة.

شهدت المباراة الحماسية، التي جذبت انتباه مئات الملايين من عشاق لعبة التنس في جميع أنحاء العالم، لحظات مثيرة وعصيبة، حيث عانى ألكاراز في الشوط الأخير وخرج منه دون تسجيل أي نقاط، مما ساهم في توّيج سينر بلقب البطولة الأغلى في تاريخ التنس، وذلك بعد تحقيقه الفوز بنتيجة 6-7(5)، 6-3، 6-3.

واختتم النجمين، كارلوس ألكاراز ويانيك سينر، البطولة التي أقيمت على مدى ثلاثة أيام في منطقة The Venue في الرياض، بتصريحات تعكس صداقتهما القوية وتنافستهما المتزايدة على ملاعب التنس.

وفي هذا السياق، صرّح ألكاراز قائلاً: “لقد استمتعت بكل لحظة قضيتها هنا، أشعر أن ملعب الرياض هو ملعب خاص بي. للأسف، لم أتمكن من استكشاف المدينة جيداً بسبب ضغط التدريبات والمباريات، لكنني سأعود بالتأكيد للتعرف على الرياض بشكل أفضل. كانت تجربة رائعة حقاً، ومن دواعي سروري أن أكون هنا”.

أما عن تنافسه مع سينر، أضاف: “كل مباراة تجمعنا تكون مميزة، فهو يشجعني دائماً على تقديم أفضل ما لدي. أحاول يومياً اكتشاف طرق جديدة للتفوق عليه، ونحن ندفع بعضنا البعض للوصول إلى أعلى مستوياتنا. آمل أن تستمر هذه المنافسة لفترة طويلة”. كما أنهى تصريحه بتوجيه شكر خاص لمعالي المستشار تركي آل الشيخ على تنظيم هذه البطولة المميزة.

بدوره، عبر سينر عن سعادته بالمشاركة في الرياض قائلاً: “أود أن أشكر الجميع على تنظيم هذا الحدث الرائع. كانت هذه زيارتي الأولى للرياض، وكانت تجربة مذهلة، آمل أن تتكرر. لقد جئنا لنظهر للجميع جوهر هذه الرياضة، وقدمنا أفضل ما لدينا على الملعب”.

وعن علاقته بألكاراز، أوضح سينر: “نحن أصدقاء جيدون ونسافر معاً كثيراً، ونحب مشاركة اللحظات داخل الملعب. صحيح أننا منافسان قويان، لكننا نسعى دائماً للاستمتاع بالمباريات التي نلعبها. أتمنى أن تستمر هذه المنافسة بيننا لأطول فترة ممكنة، رغم وجود العديد من اللاعبين الآخرين الذين قادرون على دخول الساحة، مما يجعل المستقبل مشوقاً”.

في سياق آخر، نجح نوفاك ديوكوفيتش في تحقيق فوز مثير على غريمه رافائيل نادال في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، بمجموعتين دون مقابل (2-6 و6-7). ورغم تفوق ديوكوفيتش في المجموعة الأولى، إلا أن نادال قدم أداءً متميزًا في المجموعة الثانية، في ما يُعتبر آخر مواجهة بينهما بعد 18 عاماً من المنافسة.

وقد لعب الغريمان التقليديان 60 مباراة على مر السنين، وكرر ديوكوفيتش انتصاره على نادال في أولمبياد باريس الماضي بمجموعتين دون مقابل، ليضيف هذه النتائج في الرياض بعدد 61 مباراة بينهما، مما جعلها نهاية موفقة لتاريخهما المشترك.

وفي تصريح مؤثر بعد انتهاء المباراة، قال ديوكوفيتش: “كانت تجربة مذهلة حقًا. أشكركم على استضافتنا هنا في الرياض مرات عديدة. في أقل من عام، زرت الرياض مرتين ولعبت أمام واحدة من أكثر الجماهير شغفاً. كانت المتعة كبيرة حقًا لمشاركة الملعب مع رافا طوال هذه السنوات، وهي لحظة عاطفية جداً بالنسبة لي”.

وأضاف: “لقد خضنا معاً منافسة رائعة، ودائماً كنت تدفعني لتجاوز حدودي. أشكرك على ذلك، لأنه من دون هذه المنافسة، ربما لم أكن لأصل إلى المستوى الذي أنا عليه اليوم. وأتمنى أن نبقى معًا بعد اعتزالك، لنستطيع التحدث عن الحياة بعيدًا عن التنس”.

أما نادال، فقد تحدث بدوره بكلمات مليئة بالمشاعر، قائلاً: “أشكر نوفاك وفريقه على كل اللحظات التي شاركناها على أرض الملعب. لقد كانت منافسة مذهلة وتحدّيتني لتقديم أفضل ما لدي. أشكرك على تلك السنوات، حيث ساعدتني في أن أصبح اللاعب الذي أنا عليه اليوم”.

عند سؤاله عما سيفتقده، قال نادال: “لا أعرف ما الذي سأفتقده أكثر، ربما كل شيء تقريبًا. كانت مسيرتي بمثابة حلم تحقق. على مدار 20 عاماً، كنت لاعباً تنافسياً في أبرز البطولات، وهو ما كنت أحلم به منذ الطفولة. في النهاية، لقد حققت حلمي بأن أكون لاعب تنس محترف وناجح. لا أستطيع أن أشكر بما يكفي كل من دعموني خلال هذه الرحلة”.

بهذا التصريح المؤثر، طوى النجمان صفحة من أعظم المنافسات في تاريخ الرياضة، في مباراة كانت خير ختام لمشوارهما المشترك. وفي بادرة تقديرية لأسطورة التنس رافايل نادال، قدم معالي المستشار تركي آل الشيخ هدية تذكارية من موسم الرياض للنجم الإسباني، عبارة عن مضرب تنس مذهّب، تقديراً لعطائه الكبير في مسيرته الاحترافية التي امتدت لما يقارب عقدين من الزمن، والتي نال خلالها شهرة واسعة في عالم التنس.