قدمت الدكتورة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب ونائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، طلب إحاطة يثير قضايا حساسة تتعلق بالقرار الحكومي الأخير القاضي بسحب جميع أراضي طرح نهر النيل المملوكة للدولة بنظام حق الانتفاع، بدءًا من منطقة شبرا وحتى منطقة حلوان، مما يترتب عليه إخلاء المنشآت الموجودة على هذه الأراضي.

قرار بإخلاء مواقع كلية السياحة بجامعة حلوان والمسرح العائم بالمنيل وحديقة كلثوم

في بيان أصدرته يوم السبت، أعربت النائبة عن استغرابها الواضح من التناقض بين تصريحات الحكومة حول أهمية التعليم والثقافة ودورهما في بناء مستقبل مصر، وبين القرارات الفعلية التي تتخذها والتي تعكس تناقضًا واضحًا مع هذه العبارات، التي باتت كلمات رنانة لا تكاد تُسمع على أرض الواقع.

وأوضحت: “كيف يمكن أن يُصدر قرار بإلغاء وعدم تجديد عقود حق الانتفاع لجميع أراضي النهر الممتدة من شبرا إلى منطقة حلوان، بما فيها أراضي كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان، وكذلك ممتلكات نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة، الذي يُعتبر نقطة التقاء هامة لأعضاء الهيئة التدريسية في واحدة من أقدم وأعرق الجامعات بالعالم، وهي جامعة القاهرة؟”

وأشارت عبد الناصر إلى أن هذا القرار يلزم كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان بإخلاء موقعها بصورة عاجلة، مما يهدد وجودها في قلب واحدة من أهم المناطق السياحية في مصر. مؤكدةً أن الموقع الحالي للكلية يُعتبر جزءًا من هويتها وتاريخها، ويلعب دورًا حيويًا في تحقيق أهدافها الأكاديمية وأساليبها الدراسية العملية.

تأثير هذا القرار على مستوى التعليم الجامعي

كما لفتت إلى أن الحكومة لم تأخذ في الاعتبار أن كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان تُعتبر الكلية الأم لكافة كليات السياحة والفنادق في مصر، حيث تملك تاريخًا يمتد لحوالي 75 عامًا، ولا يوجد مكان آخر يمكن أن يستوعب هذا الكيان التعليمي نظرًا لطبيعة نظامها الدراسي والأكاديمي الذي لا يتناسب مع أي حرم جامعي آخر.

وأكدت النائبة أن هذا القرار يُعتبر بمثابة تدمير لمؤسسة تعليمية رائدة ليس في مصر فحسب، بل على المستوى العالمي، نظرًا لما تقدمه من برامج تعليمية متميزة تجذب مئات الطلاب من مختلف أنحاء العالم سنويًا.

وقالت: “نود أن نطرح سؤالًا جوهريًا: كيف يمكن للحكومة أن تتحدث عن تطوير التعليم في مصر كأحد المحاور الأساسية لتحقيق النهضة والتنمية المستدامة، بينما تتخذ قرارات تؤدي إلى تراجع مستوى التكامل بين البرامج التعليمية والتدريب العملي؟ هل تدرك الحكومة أن مثل هذه القرارات سيترتب عليها أضرار جسيمة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وأنها ستؤثر سلبًا على مستوى التعليم الجامعي في هذا القطاع الحيوي؟”

مُطالبة بإعادة النظر في هذا القرار غير المدروس

كما أفادت النائبة بأن القرار يشمل أيضًا إخلاء واحد من أقدم المسارح في مصر والوطن العربي، والذي يقع في منطقة المنيل بوسط القاهرة، ويتاريخ يعود إلى خمسينات القرن الماضي وقد خضع لعمليات تطوير وصيانة في السنوات السابقة.

وأوضحت أن المسرح يحتوي على مسرحين، هما المسرح الصغير والمسرح الكبير، وقد شهدت خشبته العديد من عمالقة الفن والثقافة على مر السنين. هذا الأمر دفع العديد من الفنانين والمثقفين إلى مناشدة الجهات التنفيذية للتراجع عن هذا القرار، لكنها أكدت أن مناشداتهم لم تجد آذانًا صاغية كما جرت العادة.

وأضافت أن القرار يتضمن أيضًا إخلاء حديقة كلثوم الواقعة في منطقة المنيل، والتي تم افتتاحها منذ أكثر من 25 عامًا، لتكون متنفسًا لأهالي وسط القاهرة، حيث تقدم مجموعة متنوعة من الأنشطة الاجتماعية والترفيهية، بالإضافة إلى الأنشطة الزراعية لهواة الزراعة، فضلاً عن المساحات الخضراء المتعددة التي تُميز الحديقة.

اختتمت النائبة طلب الإحاطة، مُطالبة بإعادة النظر في هذا القرار غير المدروس، ومراعاة التمييز بين الأراضي التي يمكن سحبها وتلك التي يجب المحافظة عليها، وإعادة ترتيب الأولويات والاعتبارات المتعلقة بالمصلحة العامة، حتى لا يُهدر ما هو مهم للمجتمع.