انتقدت وسائل الإعلام الإسرائيلية موقف الجيش المصري المرابط على الحدود مع قطاع غزة، حيث أشارت إلى أن مقاتلي حركة ‘حماس’ ينشطون تحت أعينهم دون أن يتخذوا أي إجراء أو يبلّغوا الجيش الإسرائيلي بذلك.

وفي تقريرها، ذكرت صحيفة إسرائيلية أنه قبل نحو شهرين، أثناء جولة لأحد الصحفيين على شاطئ رفح، تم رصد مشهد غير عادي، ولكنه ليس مستغرباً على الجانب الغزاوي من الحدود. أسفل موقع المراقبة المصري، تظهر ‘حماس’ كمنظمة نشطة ومرتبة في ظل وجود الجيش المصري، الأمر الذي يخدم الإشراف المباشر من قبل مركز الحراسة الذي كان يراقب كل شيء لكنه لم يتدخل.

استشهاد بمعاريف عن مصر

وأفادت الصحيفة بأن هذا الواقع يثير القلق، مشيرةً إلى أن الموقف المصري لم يقتصر على عدم اتخاذ أي إجراءات ضد حركة حماس، بل يرجح أن المصريين لم يُبَلِّغُوا الجيش الإسرائيلي بأي معلومات بهذا الخصوص.

إخفاء أنفاق حزب الله

كما عقدت الصحيفة مقارنةً بين هذا الوضع وبين جولة استهدفت جنوب لبنان بعد شهرين، حيث لوحظ أن الصحفيين واجهوا صورة مشابهة تهدد الأمن، إذ يتم إخفاء العديد من الفتحات التي تعد جزءاً من نظام أنفاق ضخم تابع لحزب الله تحت أنظار موقع الأمم المتحدة، الذي يفترض به مراقبة تنفيذ قرارات مجلس الأمن. غير أن الأمم المتحدة لم تتحرك في هذا السياق.

انعدام الثقة في الجيش المصري

تعبر صحيفة ‘معاريف’ عن انعدام الثقة الإسرائيلية في الجيش المصري على الرغم من اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين، قائلة: “في أيام الملك حزقيا، قام سنحاريب ملك أشور بمهاجمة مدن يهوذا، وحاصر أورشليم. وقد سخر رابشكا، وزير جيش سنحاريب، من حزقيا بسبب ثقته في القوة الإقليمية المجاورة، مصر، لمساعدته، مما أوحى بأن اعتمادهم على جيرانهم قد يكون ضعيفاً. واقتبست الصحيفة من التوراة: ‘والآن ها أنت متكئ على عصا هذه القصبة الجارية على مصر التي يعتمد عليها الرجل، نعم، فرعون ملك مصر، لكل المتكلين عليه’.

المصالح تفوق المعاهدات

ولفتت ‘معاريف’ الانتباه إلى أن الدرس الواضح هنا هو أنه لا يمكن الوثوق بأي طرف، وأن الاتفاقيات السياسية، بالرغم من كونها مكتوبة بأسلوب جذاب، لا تلزم الأطراف فعلياً ولا تعكس ما يجري على أرض الواقع. وأكدت الصحيفة أن المصالح الإقليمية والمحلية تتفوق على أي معاهدة، وأن الكيانات الأجنبية، مثل ‘اليونيفيل’، لا تُظهر حماساً مفرطاً لأداء دورها بشكل فعّال.

مصر ودورها في الإرهاب

أضافت الصحيفة: “خلال جولتنا على شاطئ رفح، يظهر النفق الذي تم الكشف عنه أمام أعيننا أن مصر، الحليف المزعوم، تسمح بممارسة الأنشطة الإرهابية دون تدخل، مادامت مصالحها محفوظة. ببساطة، أصبحت اتفاقية السلام إطاراً شكلياً يفتقر إلى المضمون، عندما يتصرف الشريك في الاتفاق بدافع معاكس.”

الحليف المزعوم

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن تجاهل المواقف المصرية أو دور ‘اليونيفيل’ في مواجهة الأعمال الإرهابية وإنفاذ الاتفاقيات الدولية ليس مفاجئاً، لكنه مقلق بشكل خاص. فالترتيبات السياسية تبدو وكأنها حلول جاهزة تعزز الإحساس الزائف بالأمن، وهو وهم لا يعكس الواقع على الأرض. ومن الناحية العملية، فإن الجهة المسؤولة عن حماية مواطني إسرائيل هي قوات الأمن الإسرائيلية فقط، وليس أي هيئة دولية أو دول أجنبية.