استعرض الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أسباب الزلازل المتكررة التي تشهدها إثيوبيا، حيث نشر على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” تحت عنوان: “إثيوبيا أنشط المناطق الزلزالية في أفريقيا”. وأشار إلى أن إثيوبيا تحتضن أكبر فالق على سطح الأرض، وهو الأخدود الأفريقي العظيم، مما يساهم في حدوث الزلازل المتكررة، خصوصاً في منطقة مثلث عفار وعلى امتداد الأخدود. وأوضح أنه قد سجلت 3 زلازل في محيط سد النهضة في نطاق 100 كم، كان آخرها بقوة 4.4 درجة في 8 مايو 2025.

وأضاف شراقي: “لقد تعرضت إثيوبيا ومحيطها لإجمالي 112 زلزالاً بقوة 4 درجات أو أكثر خلال السنوات العشر الأخيرة (2014 – 2025). أما الزلازل التي تتراوح قوتها بين 1 وأقل من 3 درجات، فهي تتعدى المئات سنويًا ليس فقط في إثيوبيا، بل في معظم مناطق العالم، وبالتالي لا يتم الإشارة إليها بشكل كافٍ”.

وأوضح أن النشاط الزلزالي قد شهد زيادة ملحوظة في السنوات الثلاث الأخيرة في إثيوبيا، مشيراً إلى أن العلاقة بين هذا النشاط وسد النهضة تحتاج إلى تأكيد علمي. حيث كان المتوسط للزلازل التي تزيد قوتها عن 4 درجات حوالي 6 زلازل سنويًا بين عامي 2004 و2025، بينما وصل عدد هذه الزلازل إلى 12 في عام 2025 و38 في عام 2025، وحتى الآن تم تسجيل 23 زلزالًا في عام 2025. ولفت الانتباه إلى أنه خلال العشرين يومًا الأخيرة، وقعت 8 زلازل بقوة أكبر من 4 درجات، كان أقوى هذه الزلازل بقوة 5.6 درجة في الأول من أغسطس 2025.

واختتم الدكتور شراقي بالقول: “يؤدي النشاط الزلزالي إلى زيادة الفوالق والتشققات في الصخور الإثيوبية، مما يتسبب في حدوث الانهيارات الصخرية. كما ساعدت شدة الأمطار والانحدارات الأرضية الشديدة على تفاقم هذه الظواهر. بالإضافة إلى ذلك، فإن طبيعة السدود تسهم في إنشاء نظام زلزالي خاص بها، مما يشكل خطرًا أكبر إذا كانت المنطقة نشطة بطبيعتها مثل إثيوبيا”.