أكد الدكتور عمرو السمدوني، سكرتير عام الغرفة الدولية بغرفة القاهرة التجارية، على اهتمام القيادة المصرية البالغ بتنمية وتطوير القطاع المصري، وذلك بهدف تحويل مصر إلى مركز إقليمي رائد في مجالات التجارة والنقل البحري والترانزيت. وأشار إلى أهمية ربط مصر بمحيطها الإقليمي والدولي عبر استغلال شبكات الطرق ووسائل النقل، فضلاً عن توصيل مناطق الإنتاج بمواني التصدير والاستهلاك.
التقدم في الممرات اللوجستية
وفي تصريحات صحفية أدلى بها اليوم، أعرب السمدوني عن إشادته بفكرة الممرات اللوجستية التي اعتمدتها الحكومة، والتي تسهم في ربط مناطق الإنتاج بمواني التصدير ومناطق الاستهلاك من خلال إنشاء طرق حرة وسكك حديدية حديثة وقطارات كهربائية صديقة للبيئة. ويهدف ذلك إلى تقليل الانبعاثات الكربونية، بما يتوافق مع خطط الدولة للتحول نحو الاقتصاد الأخضر، استجابة للتوجهات الدولية الرامية لتقليل الانبعاث الحراري ومواجهة التغيرات المناخية.
إنشاء ميناء جاف في طنطا
وأشار السمدوني إلى أن إقامة الممرات اللوجستية في مصر تحظى بإقبال كبير من الشركات العالمية، حيث تقدمت إحدى الشركات الألمانية بطلب لإنشاء ميناء جاف في طنطا، بالإضافة إلى ممر لوجيستي يربط قلب الدلتا بإنتاجها الزراعي والصناعي، بميناء دمياط ومن ثم إلى أوروبا. كما أضاف أنه يوجد أيضاً ممر لوجستي آخر يعمل حالياً بين القاهرة والإسكندرية.
ولفت السمدوني إلى أن الفريق كامل الوزير، وزير الصناعة والنقل، قد قدم مشروع قانون لمجلس النواب لإنشاء منطقة جافة في العاشر من رمضان، لصالح إحدى الشركات العالمية، بهدف تشغيل ممر لوجيستي جديد، مشيراً إلى أن هذا الاقتراح لم يتم مناقشته حتى الآن. كما أشار إلى وجود ممر لوجستي آخر يُطلق عليه “ممر طابا – العريش”، والذي يعتبر “ممرًا سحريًا” يربط دول الخليج والعراق والأردن، ويتيح نقل تجارة الأردن إلى أمريكا وأوروبا عبر هذا الممر، بالإضافة إلى نقل تجارة ليبيا من ميناء جروب إلى السلوم.
وأوضح الدكتور عمرو السمدوني أن فكرة الممرات اللوجستية تعكس عبقرية ربط مصر داخليًا وكذلك بمحيطها الإقليمي، لافتاً إلى أن شركة هتشيسون العالمية تعتزم إنشاء محطتي شحن في السخنة والدخيلة، بحيث يتم ربطهما بشبكة السكك الحديدية السريعة، ليصبح هذا النظام بمثابة “قناة السويس على قضبان حديدية” بامتداد يصل إلى 2.6 كيلومتر.
كما أفاد سكرتير عام الغرفة الدولية بأن الحكومة تهدف إلى تشكيل شراكات استراتيجية مع كبرى شركات إدارة تشغيل محطات الحاويات والخطوط الملاحية العالمية، لضمان استقطاب أكبر عدد من السفن العالمية إلى المواني المصرية وتوسيع تجارة الترانزيت.