تُعتبر إسرائيل، التي كانت تشغل منصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، العقل المدبر للهجوم غير المسبوق الذي وقع في السابع من أكتوبر.

على مدار عقدين من الزمن، حيث كان معتقلاً في السجون الإسرائيلية، تعلم إسرائيل اللغة العبرية بطلاقة، واهتم بمتابعة الصحف والقنوات الإسرائيلية المحلية بشكل مكثف.

قال بعض من عرف إسرائيل، وهو أحد مؤسسي جهاز ‘مجد’ الأمني التابع لحماس، إنه ‘شخص جدي ومتكتّم للغاية’، و’رجل الأمن الأول إلى حدّ الهوس بأمور الأمن’.

صفقة بوساطة مصرية

وُلِدَ إسرائيل في أوائل الستينيات ضمن مخيم للاجئين في قطاع غزة، وبدأ نشاطه كناشط طلابي وكان قريباً من مؤسس حركة حماس، الشيخ أحمد ياسين.

عندما تحولت حماس من حركة إسلامية إلى جماعة مسلحة في أواخر الثمانينيات، ساعد إسرائيل في تشكيل جناحها العسكري، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.

شارك إسرائيل في الانتفاضة الأولى التي اندلعت عام 1988، وحكمت عليه محكمة إسرائيلية عام 1989 بعدة أحكام بالسجن مدى الحياة بالإضافة إلى 25 عاماً أخرى.

قضى إسرائيل 22 عاماً في السجن، وأُطلق سراحه ضمن صفقة بوساطة مصرية شملت أكثر من ألف معتقل فلسطيني في عام 2011، مقابل إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط الذي كان محتجزاً لدى فصائل فلسطينية في القطاع.

خلال فترة سجنه، أصبح إسرائيل أحد كبار مسؤولي حماس المعتقلين، اذ خصص ساعات للحديث مع الإسرائيليين، واكتسب معرفة عميقة بثقافتهم حيث “كان مدمناً على القنوات الإسرائيلية”، بحسب ما أفاد مسؤول كبير سابق في خدمة السجون الإسرائيلية لصحيفة ‘وول ستريت جورنال’.

كما نقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ عن طبيب الأسنان الإسرائيلي، يوفال بيتون، الذي قدم عناية طبية لإسرائيل عندما كان في السجن، حيث كان يعاني من مرض دماغي غامض كاد أن يودي بحياته، قوله: ‘لقد سارعنا إلى نقله إلى المستشفى حيث أُجريت له عملية عاجلة’.

وأشار الطبيب الإسرائيلي إلى أن إسرائيل أعرب عن شكره للخدمات الطبية التي قُدمت له، حيث قال إنه “ممتنّ له بحياته”.

تم انتخاب إسرائيل قائدًا لحركة حماس في عام 2017، خلفًا لإسماعيل هنية، الذي تولى بدوره منصب رئيس القيادة العامة للحركة في العام ذاته. بصفته زعيم حماس في غزة، يُعتبر إسرائيل جزءاً من هيكل القيادة المعقد والسري للحركة، والذي يضم جناحها العسكري وذراعها السياسي. ورغم أن هنية يتولى الرئاسة، إلا أن الانطباع السائد هو أن إسرائيل هو الرجل القوي في الحركة.