تلقّت وزارة الإفتاء المصرية سؤالاً عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” يتناول حكم الشرع في قراءة سورة الفاتحة بنية شفاء المريض وقضاء الحوائج.
وذكرت الوزارة في فتواها أن سورة الفاتحة تعتبر من أعظم سور القرآن الكريم، وأن النصوص المتعددة التي تشير إلى فضائلها تعزز من مكانتها. وأكدت أن قراءة هذه السورة بنية شفاء المرضى وقضاء الحوائج جائزة شرعًا، وهو ما دأبت عليه الأمة الإسلامية عبر التاريخ دون أي إشكال، محذرة من الآراء التي تضيق على الناس ما وسعه الشرع.
وأشارت الوزارة إلى ما رواه الصحابي الجليل سيدنا أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، حيث كان يستخدم السورة كرقية للشفاء من دون أن يوجهه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لذلك. وعندما أبلغه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما فعله، لم يُنكِر عليه ولم يعتبر ذلك بدعة، بل أثنى عليه وصوَّبه، كما ورد في الصحيح.
فضل سورة الفاتحة
أوضحت وزارة الإفتاء أن سورة الفاتحة تتمتع بفضل عظيم، إذ تكثر النصوص التي تبرز مكانتها. فعَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ المُعَلَّى رضي الله عنه، قال: “كنت أصلي، فدعاني النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلم أجب، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي. فقال: ألم يقل الله: ﴿استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم﴾؟ ثم قال: “ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؟” ثم أخذ بيدي، ولما أردنا أن نخرج، قلت: يا رسول الله، إنك قلت: لأعلمنّك أعظم سورة في القرآن. قال: “الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته.” رواه الإمام البخاري في “صحيحه”.
كما قال صلى الله عليه وآله وسلم لجابر بن عبد الله رضي الله عنهما: “يا جابر، أخبرك بخير سورة نزلت في القرآن؟” قال: بلى، يا رسول الله. فقال: “فاتحة الكتاب.” وأشار الراوي إلى أنه قال: “فيها شفاء من كل داء.” رواه الإمام البيهقي في “شعب الإيمان”.
وأكدت الوزارة أن قراءة سورة الفاتحة تُعتبر من العبادات المشروعة في جميع الأحوال، ما لم يرد نهي خاص، مثل النهي عن تلاوة القرآن في حالة الجنابة، مما يدل على أهمية هذه السورة وفضلها في الدين الإسلامي.