التقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي المصرية، خوسيه مانويل ألباريس، وزير الخارجية الإسباني، خلال زيارته لمصر، في إطار الجهود التي تبذلها وزارة التعاون الدولي لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع شركاء التنمية والمؤسسات الدولية، بهدف دفع رؤية مصر التنموية.

في بداية اللقاء، رحبت الدكتورة رانيا المشاط، بوزير الخارجية الإسباني، مشيرة إلى عمق العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، وخاصة على المستوى الاقتصادي والتنموي. وأوضحت أن مصر ترتبط بتعاون وثيق مع الحكومة الإسبانية، والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي والتنمية (AECID)، حيث تُعد إسبانيا من الدول الأعضاء في مبادرة “فريق أوروبا” وأحد أكبر الدول الداعمة لمصر داخل الاتحاد الأوروبي. كما تم تأكيد ذلك من خلال رفع مستوى العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي إلى شراكة استراتيجية، وتوقيع حزمة تمويلية بقيمة 7.4 مليار يورو لدعم جهود التنمية والاستثمارات المشتركة.

استعرض الوزيران تطورات العلاقات المشتركة بين البلدين ومقترحات تطويرها لتلبية التطلعات المشتركة، مع تسليط الضوء على الجهود المصرية لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة ومواجهة التحديات التنموية، وتمكين القطاعين الخاص المحلي والأجنبي. في هذا السياق، أشارت الدكتورة رانيا المشاط إلى دمج وزارتي التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بجانب الملفات التي تعمل عليها الوزارة لتعزيز التكامل بين التمويل المحلي والأجنبي، وتعزيز كفاءة وفعالية الاستثمارات.

محفظة التعاون الإنمائي

أوضحت وزير التعاون الدولي أن محفظة التعاون الإنمائي بين الحكومتين المصرية والإسبانية وصلت إلى 867 مليون دولار، لتمويل 7 مشروعات تنموية في قطاعات مثل الموارد المائية، والشركات الصغيرة والمتوسطة، وتمكين المرأة، والتضامن الاجتماعي، والنقل، خلال الفترة من 2025 إلى 2025، مما يعكس التواصل المستمر والعلاقات الوثيقة بين البلدين، وجعل مصر المستفيد الأول من التمويلات الإسبانية الدولية خلال السنوات الخمس الأخيرة.

تناول الاجتماع كذلك التطورات المتعلقة بتنفيذ اتفاق التعاون المالي الذي تم توقيعه خلال زيارة رئيس وزراء إسبانيا لمصر في عام 2025، والذي يتضمن توفير تمويلات إنمائية لمشروعات دعم فني بقيمة 400 مليون يورو. ويعمل هذا الاتفاق على توسيع مجالات التعاون بين البلدين من خلال قطاعي السلع والخدمات للمشروعات التنموية في مصر، وتعزيز التعاون مع القطاع الخاص الإسباني.

تدشين المنصة الوطنية لبرنامج «نُوَفِّــي»

استعرضت الدكتورة رانيا المشاط تجربة مصر في تدشين المنصة الوطنية لبرنامج «نُوَفِّــي»، الذي يهدف لتحفيز جهود الدولة في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050 من خلال مجموعة مختارة من المشروعات التي تربط بين قطاعات المياه والغذاء والطاقة، بالإضافة إلى النقل المستدام. في هذا الإطار، ناقش الجانبان التعاون المشترك في مجالات التمويل المناخي والتحول الأخضر.

وفي هذا السياق، أشادت الدكتورة رانيا المشاط بالعلاقات مع الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي والتنمية، وكذلك بالشراكات مع القطاعين الحكومي والخاص في مصر، والبرامج التي تُنفذ لتعزيز ريادة الأعمال والابتكار، وتهيئة بيئة الأعمال، وخلق فرص العمل.

كما أكدت على أهمية التعاون والتنسيق مع الجانب الإسباني في إطار التحضيرات للمؤتمر الدولي الرابع للتمويل من أجل التنمية (FfD4)، الذي سيُعقد في إسبانيا العام المقبل، في وقت يواجه فيه العالم تحديات متزايدة أمام جهود التنمية.

سد الفجوات التنموية بين الدول النامية والاقتصادات الناشئة

أكدت الدكتورة رانيا المشاط على أهمية وضع آليات لتشجيع التعاون بين الجنوب والجنوب والتعاون الثلاثي بين مصر ومنطقة جنوب المتوسط، نظراً لخبرة البلدين في هذا المجال. وأشارت إلى أهمية تبادل المعرفة بين دول الجنوب للاستفادة من التجارب التنموية الرائدة لمصر، مما يسهم في تحقيق التكامل وسد الفجوات التنموية.

تعود علاقات التعاون الدولي والتمويل الإنمائي بين مصر وإسبانيا إلى تسعينيات القرن الماضي، حيث تم توقيع بروتوكولي تعاون، الأول في 10 فبراير 1998، بموجبه قُدِّمت لمصر تمويلات تنموية قيمتها 255 مليون يورو، متبعًا بمذكرة تفاهم في 2008 بقيمة 250 مليون يورو.