أكدت مصر أن فشل المفاوضات مع إثيوبيا يعود إلى استمرار المواقف الإثيوبية الثابتة على مدار السنوات الماضية، والتي تتمثل في رفض اعتماد الحلول الفنية والقانونية التوافقية التي تضمن مصالح الدول الثلاث. كما أبدت مصر إصرار إثيوبيا على التراجع عن الالتزامات والاتفاقيات المبرمة التي تصب في صالحها المعلن.

وفي هذا السياق، أعلنت القاهرة احتفاظها بالحق المقرر في الاتفاقيات الدولية للدفاع عن مياهها وأمنها القومي في حال حدوث أي ضرر.

أزمة كبيرة بين مصر وإثيوبيا

تستمر أزمة سد النهضة الإثيوبي في تصعيد التوترات بين مصر وإثيوبيا، حيث تواجه أديس أبابا انتقادات واسعة بسبب تعنتها في المفاوضات وتجاهلها للمطالب المصرية والسودانية التوصل إلى حل أو توقيع على اتفاق قانوني ملزم بشأن عملية الملء. وكشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن كارثة متعلقة بالسد.

وأوضح شراقي أن إثيوبيا شهدت زلزالاً للمرة السابعة خلال 20 يوماً، مما يثير القلق بشأن استقرار السد.

الزلزال القادم يمكن أن يكون أقوى وأقرب

أكد شراقي أن الزلازل الأخيرة، على الرغم من قوتها، كانت بعيدة نسبياً مما قلل من تأثيرها على سد النهضة. ومع ذلك، حذر من أن الزلزال القادم قد يكون أكثر قوة وأقرب، مما يشكل خطراً كبيراً خاصة وأن سد النهضة يستوعب حالياً 60 مليار متر مكعب من المياه.

وأضاف أن سلسلة الزلازل الأخيرة بدأت في 27 سبتمبر الماضي بقوة 4.9 درجة، تلتها هزات ارتدادية بقوة 4.5 درجة، وحدثت هزة رابعة في فجر يوم 30 سبتمبر، والخامسة أيضاً بقوة 4.5 درجة في 6 أكتوبر 2025، فيما كانت الهزة السادسة في 13 أكتوبر بقوة 4.6.

توقف توربينات سد النهضة الأربعة

في وقت سابق، أكد الدكتور شراقي أن إثيوبيا لم تعترف بعد بوقف توربينات سد النهضة الأربعة منذ أكثر من 40 يوماً، تجنباً لصدمة الشعب الإثيوبي الذي ينتظر بفارغ الصبر تغذية المنطقة بالكهرباء.

وأشار إلى أن أكثر من 70 مليون إثيوبي يعانون من انقطاع الكهرباء، وأن الوضع قد يستمر حتى بعد تركيب 13 توربيناً جديداً، بسبب عدم وجود شبكة نقل وتوزيع كهرباء فعالة. يعيش أكثر من 130 مليون إثيوبي في مساحة تمتد لمليون كيلومتر مربع، تشمل المناطق الجبلية والوديان.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن سد النهضة بهذا الحجم يمثل “قنبلة مائية” قادرة على الانفجار في أي لحظة.