تستعد سماء مصر والعالم العربي اليوم الخميس 17 أكتوبر لاستقبال ظاهرة فلكية نادرة، حيث سيكتمل قمر ربيع الآخر ليكون ثالث بدر عملاق وأقرب قمر في عام 2025. وستكون هذه الظاهرة متاحة للمشاهدة طوال الليل.

وأفادت الجمعية الفلكية بجدة في تقريرها أن وصف “العملاق” يُطلق على القمر عندما تكون المسافة بينه وبين الأرض أقل من 362,146 كيلومتر. التسمية العلمية للمظهر الفلكي هي “بدر الحضيض”، والتي تعني وصول القمر إلى أقرب نقطة من الأرض. ورغم ذلك، يُعتبر مصطلح “العملاق” أكثر جاذبية، إلا أنه قد يعطي انطباعاً خاطئاً للجمهور بأن القمر سيظهر أكبر بكثير من بدور الأشهر المعتادة. في الواقع، لا تختلف أحجام البدور العملاقة عن تلك العادية بصورة ملحوظة للعين المجردة. ويكتمل البدر عند الساعة 02:26 بعد الظهر بتوقيت مكة (11:26 صباحاً بتوقيت غرينتش) وعلى مسافة 357,367 كيلومتر، مكتملًا نصف مداره حول الأرض لهذا الشهر.

مكونات الغلاف الجوي حول الأرض

سُيشرق البدر العملاق مع غروب الشمس من الأفق الشمالي الشرقي، حيث سيظهر بلون برتقالي نتيجة لمكونات الغلاف الجوي التي تشتت الضوء الأبيض المنعكس وتبثثر ألوان الطيف الأزرق، بينما تبقى ألوان الطيف الأحمر. ومع ارتفاع القمر وابتعاده عن الأفق، سيظهر باللون الأبيض الفضي المعتاد.

سيكون الحجم الظاهري للبدر العملاق أكبر بنسبة 14% وإضاءته أكثر بنسبة 30% مقارنة بحالته عند أبعد مسافة له (الأوج) من الأرض. عند المقارنة بين أقرب قمر عملاق وأغلب أقمار البدر الشهرية، سيتضح أن حجمه سيكون أكبر بنسبة 7% وإضاءته أكثر بنسبة 15%. ولذلك، فإن الفرق ليس كبيرًا جداً.

لن يكون له تأثير على سلامة الكرة الأرضية

من الجدير بالذكر أن البدر العملاق لن يؤثر على سلامة الكرة الأرضية سوى في بعض الظواهر الطبيعية مثل المد والجزر، وهو أمر عادي. ففي كل شهر، وبتساوي الأرض مع الشمس، يحدث مد وجزر واسع المدى، حيث يرتفع المد العالي بشكل استثنائي، بينما يحدث أخفض جزر بشكل غير معتاد في نفس اليوم. ولأن البدر سيكون قريبًا من نقطة الحضيض، فإنه سيبرز في ظاهرة تُعرف بالمد العالي الحضيضي.

نظرًا لأن تأثير أقرب قمر عملاق سيكون شبه معدوم، لن يؤثر على توازن الطاقة الداخلية لكوكبنا، إذ أن ظاهرة المد والجزر تحدث يوميًا. وبالتالي، لا يتوقع حدوث زيادة في النشاط الجيولوجي أو وقوع حالات طقس غير اعتيادية.