رصدت عدسة وكالة الأنباء السعودية (واس) تواجد حيوان “قط الرمال” النادر، الذي يتميز بصغر حجمه وجمال مظهره، في عدد من المواقع البرية شرق مدينة عرعر، بمنطقة الحدود الشمالية.
ويعتبر قط الرمال من الحيوانات البرية المهددة بالانقراض، نتيجة للصيد الجائر وتدمير مواطنه في البيئة الطبيعية. ومع ذلك، فإنه يعود اليوم للظهور في مشهد البرية بفضل انتشار المحميات الطبيعية وتطبيق أنظمة بيئية تساهم في الحفاظ عليه وزيادة أعداده.
قط الرمال
يُعرف قط الرمال أو “هر الرمال” بأنه حيوان ليلي النشاط، صغير الحجم، يخرج للبحث عن الطعام فقط بعد حلول الظلام، حيث يمكنه الابتعاد مسافة تصل إلى 5 كيلومترات عن جحره، وفقًا لبعض الدراسات. ويستوطن هذا الحيوان في المناطق الصحراوية الرملية والحجرية، ويفضل العيش في المناطق ذات التضاريس المتعرجة التي تحتوي على نباتات، ليبتعد عن البشر. كما يأوي خلال النهار إلى الجحور، مما يساعده على تجنب درجات الحرارة المرتفعة والحفاظ على رطوبة جسمه، وبالتالي تجنب الإحساس بالعطش أو الجوع.
وفي تصريح لرئيس جمعية أمان البيئية بالمنطقة، ناصر المجلاد، أكد أن المنطقة تحتوي على العديد من الحيوانات البرية المتنوعة، نتيجة لاختلاف الظروف المحيطة بها، مثل تنوع التضاريس بين الجبال والهضاب والسهول والأودية والشعاب، بالإضافة إلى انتشار أنواع متعددة من النباتات الحولية والموسمية.
وأوضح المجلاد أن قط الرمال يتغذى على القوارض الصغيرة، السحالي، والثعابين، وهو يصطاد فرائسه في الليل، حيث يتمتع بحاسة رؤية قوية في الظلام. ويمكنه العيش بدون مياه، إذ يحصل على كافة السوائل التي يحتاجها من فريسته. وتلد أنثى قط الرمال في الجحور أو الشقوق الصخرية مرة واحدة أو مرتين في السنة، بعد فترة حمل تتراوح من 59 إلى 68 يومًا، وتنجب من 3 إلى 4 صغار، الذين يظلون غير قادرين على الرؤية لمدة 10 أيام، لكنهم يبدأون في الاعتماد على أنفسهم في صيد الفرائس بعد ثلاثة أو أربعة أشهر.
وأشار المجلاد إلى أن لون قط الرمال يميل إلى الرملي والأصفر البرتقالي الباهت، مع وجود علامات فاتحة في أعلى الجسم. وتتميز ساقاه الأماميتان بحلقتين سوداويتين، بينما يمتلئ ذيله بحلقات سوداء غير مكتملة وعددها يتراوح من 2 إلى 5، تتناوب مع حزم برتقالية. والبطن أبيض، والرأس عريض ومفلطح، مع أذنين كبيرتين بحواف سوداء وصيوان مثلث الشكل، بالإضافة إلى أذن وسطى ضخمة تمنحه سمعًا حادًا. كما أن شعره الكثيف الذي ينمو بين أصابعه ويساعده على المشي والثبات في الكثبان الرملية، يحمي أقدامه العارية من حرارة الأرض في فصل الصيف.
وأضاف أن قط الرمال ليس له أعداء طبيعيون حاليًا في الصحراء، ما عدا الإنسان، خاصة نتيجة للصيد العبثي. وقد تطور قط الرمال لحماية نفسه من الأعداء natural عبر الهروب السريع أو الاختباء في جحور يحفرها تحت الشجيرات المُعمرة، حيث يهيئ لنفسه مكانًا مخصصًا للنوم. وكما يقول العلماء، فإن هذا القط يدخل في حالة سُبات خلال النهار ولا يتحرك، كما أنه لا يلعق جسمه مثل باقي القطط، وذلك للحفاظ على الماء والطاقة في جسمه.