صدر بيان مشترك في ختام زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، لجمهورية مصر العربية، حيث يعكس البيان دروس العلاقات الأخوية الوثيقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية. جاءت الزيارة بناءً على دعوة من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث تم تحديد تاريخ الزيارة في 12 / 4 / 1446هـ، الموافق 15 / 10 / 2025م.

استقبل فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في قصر الاتحادية بالقاهرة. وقد نقل سموه تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مع تمنياته لفخامته بالصحة والعافية، وللشعب المصري الشقيق بالتقدم والازدهار. بدوره، طلب الرئيس السيسي نقل تحياته وتهنئته إلى خادم الحرمين الشريفين، مع تمنياته للشعب السعودي بالمزيد من النمو والرخاء. كما تم عقد جلسة مباحثات رسمية استعرضا خلالها العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها.

وناقش الجانبان نتائج الزيارات السابقة، حيث أشارا إلى الزيارة السابقة لصاحب السمو الملكي في 21-22 / 11 / 1446هـ، وزيارة الرئيس السيسي للمملكة في 5 / 8 / 1446هـ، والتي أسفرت عن نتائج إيجابية في توسيع نطاق التعاون بين البلدين.

كما تم توقيع محضر تشكيل (مجلس التنسيق الأعلى السعودي المصري) برئاسة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي ونظيره المصري، ليصبح منصة فعالة لتطوير العلاقات وتعزيز المصالح المشتركة بين البلدين.

وأشاد الجانب المصري بالجهود التي تبذلها حكومة المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، مؤكدًا على مستوى التعاون العالي بين البلدين لتحقيق راحة الحجاج والمعتمرين المصريين. كما هنأ الرئيس السيسي ولي العهد بنجاح مدينة الرياض في استضافة معرض إكسبو الدولي 2030، وأثنى ولي العهد على دعم مصر لمبادرات المملكة، بما في ذلك الترشح لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2034.

أبدى الجانبان تقديرهما للروابط الاقتصادية القوية بين البلدين في مجالات الطاقة والنقل والخدمات اللوجستية والاتصالات والصناعة والزراعة والسياحة. وأكدا على ضرورة تعزيز العمل لتطوير وتوسيع قاعدة التعاون الاقتصادي والاستثماري، مما يحقق تطلعات القادة ويعكس الشراكة الإستراتيجية بين المملكة ومصر.

وبحسب البيانات، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 8.4 مليار دولار حتى النصف الأول من عام 2025، مع معدل نمو بلغ 41% مقارنة بنفس الفترة من عام 2025، مما يجعل المملكة الشريك التجاري الثاني لمصر عالميًا. وناقش الجانبان ضرورة استمرار العمل المشترك لتعزيز التجارة وتذليل التحديات التي قد تواجه العلاقات التجارية.

وأشار الجانب السعودي إلى دعم استقرار أسواق النفط العالمية، في حين أشاد الجانب المصري بدور المملكة في دعم توازن الأسواق وموثوقية إمدادات النفط. وفي إطار التعاون في مجالات الطاقة، رحب الجانبان بتقدم مشروع الربط الكهربائي بين الشبكتين السعودية والمصرية، وأكدا أهمية تعزيز التعاون في الطاقة المتجددة والتقنيات الحديثة.

مشروع الربط الكهربائي

كما تم التطرق إلى تطورات مشروع الربط الكهربائي، حيث يعد هذا المشروع الأكبر من نوعه في المنطقة. وأكد الجانبان ضرورة تعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة وتقنياتها، وتطوير مشاريع الشراكة في هذا القطاع، مع التركيز على دعم جهود المملكة في التحول الأخضر.

في الشأن المناخي، أعرب الجانب المصري عن دعمه لجهود المملكة في مواجهة التغير المناخي، بينما أشاد الجانب السعودي بالدور المصري في تعزيز هذه الجهود. وتم التأكيد على أهمية الالتزام بمبادئ الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمناخ.

تعزيز التعاون والشراكة

أكد الجانبان ضرورة توسيع نطاق التعاون في مجالات التقنية، القضاء، الثقافة، السياحة، التعليم العالي، والبيئة، بالإضافة إلى تعزيز التواصل الأمني والدفاعي، بما يسهم في تحقيق الأمن والسلم الدوليين.

فيما يخص الأوضاع في فلسطين، عبر الجانبان عن قلقهما العميق تجاه الأوضاع الإنسانية، وأكدا على أهمية التوصل إلى هدنة مستدامة ووقف إطلاق النار. كما أدانا الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية، مشددين على أهمية التوصل إلى حل شامل للقضية الفلسطينية.

وفي ختام الزيارة، شكر الأمير محمد بن سلمان الرئيس السيسي على حسن الاستقبال، متمنيًا لشعب مصر المزيد من التقدم والازدهار. وتمنى الرئيس السيسي بدوره لولي العهد الأمن والصحة، وللشعب السعودي المزيد من الرخاء.