تعرضت محامية من مدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، إلى حادثة إهمال طبي أثناء إجرائها عملية في العينين على يد طبيب يمتلك مستشفى خاصاً، مما أدى إلى فقدانها للبصر في العين اليمنى وضعف الإبصار في العين اليسرى.
فقدان الإبصار نتيجة إهمال طبي في الشرقية
قامت الشاكية بتحرير محضر بالواقعة، إلا أنها لم تتمكن من متابعة الإجراءات القانونية نتيجة وعكة زوجها الصحية ووفاته لاحقاً، بالإضافة إلى انشغالها بدخول نجلها الأصغر امتحانات الثانوية العامة. ونتيجة لهذه الظروف، تم حفظ المحضر، مما دفعها إلى قرار رفع دعوى مدنية ضد صاحب مركز طب العيون للمطالبة بالتعويض، لتتمكن من مقاضاته لاحقاً بالحق الجنائي.
وقالت منى أحمد عبدالسلام، محامية في أواخر العقد الخامس من عمرها وتقيم في الزقازيق، إنها شعرت بألم مرتبط بصداع واحمرار في عينيها في منتصف العام قبل الماضي. وعلى إثر ذلك، زارت طبيباً نصحها بالتوجه لطبيب عيون، حيث توجهت إلى مستشفى خاص، وبعد الفحص، أخبرها الطبيب بضرورة إجراء أشعة نظراً لارتفاع ضغط العين واحتمالية وجود نزيف في الشبكية.
تشخيص نزيف الشبكية
بعد إجراء الأشعة، تبين وجود نزيف في الشبكية، مما استدعى تدخلاً عاجلاً بحقن عينيها بمادة تُسمى “الايليا”، رغم علم الطبيب بإصابتها السابقة بالقلب وتركيب دعامة منذ شهرين، والتي لم تكن له أي ضرر بحسب قوله.
خضعت الشاكية في 4 يونيو 2025 لعملية الحقن بثلاث حقن، بعد تطبيق مادة البيتادين ووضع قطرات كل ثلاث ساعات. وأوضحت: “دخلت لإجراء العملية وعند الخروج شعرت بعدم رؤيتي، فقد شعرت كأنهم يضعون سيخًا في عيني، ونتيجة لذلك خسرت عملي”، وتذكرت أنها في اليوم التالي عندما زارت المستشفى للمتابعة وبعد إزالة الشاش، أدركت أنها لم تعد تستطيع الرؤية.
في اليوم الثالث، التقت بالطبيب المعني وأخبرته عن شعورها بصداع، لكنها فوجئت برفضه للكشف عليها، حيث طلب منها تناول العلاج والعودة بعد أسبوع. ومع عدم قدرتها على الرؤية، توجهت لأحد أساتذة الشبكية في جامعة الزقازيق، الذي أخبرها أن الحقن كان خطأ طبياً جسيمًا أثر على عينها اليمنى بشكل كامل، مما أدى إلى فقدانها البصر فيها وضعفها في اليسرى، مشيراً إلى أن الطبيب كان يجب عليه علاج العين أولاً قبل وقف النزيف.
أما بالنسبة لتداعيات تلك الحادثة، فقد جعلت فقدان السيدة لبصرها incapable of أداء مهام عملها، حيث لم تعد قادرة على القراءة أو التعرف على الأشخاص والأشياء، مما اضطرها للاعتماد على ابنها بشكل كامل في رعايتها.
ناشدت الشاكية وزير العدل ووزير الصحة بالتدخل ومساعدتها للحصول على حقها، مشيرة إلى أن الطبيب المعني هددها بأنها لن تستطيع الحصول على أي شيء من مقاضاته. وعندما علم الطبيب بجريمتها ودعواها، قام بإطلاق مبادرة للكشف المجاني لمدة أسبوع على جميع المحامين في محاولة لاستقطاب دعم زملائها، لكنه لم ينجح في ثنيهم عن الوقوف بجوارها، حيث قام نقيب المحامين في الشرقية، عادل عفيفي، بالترافع في قضيتها.
وقد قررت محكمة جنايات الزقازيق تأجيل نظر الدعوى رقم 1375 لسنة 2025، المقامة من المحامية منى أحمد عبد السلام محمد (49 عاماً) ضد “ا. ب” صاحب مركز جراحة العيون بالزقازيق، إلى جلسة 26 نوفمبر للحكم.