تعقد محكمة جنايات القاهرة اليوم الخميس 31 أكتوبر 2025، ثاني جلسات استئناف المتهم المعروف إعلاميًا بـ “سفاح التجمع”، على الحكم الصادر بإعدامه لقتل ثلاث سيدات. ومن المقرر خلال جلسة اليوم إجراء مناقشة للأطباء الشرعيين.
سفاح التجمع يتحدث إلى هيئة المحكمة
في الجلسة السابقة، طلب المتهم “كريم” التحدث إلى هيئة المحكمة، حيث سمحت له بالحديث، ليبدأ كلماته بصوت منخفض ومكسور، مؤكدًا أنه إنسان ويعتقد أن الناس لا يعرفونه على حقيقته، بل يهاجمونه بناءً على الجرائم فقط.
وأضاف “سفاح التجمع” أنه أب جيد ويعمل مدرسًا للغة الإنجليزية في إحدى المدارس الدولية، مؤكدًا أن كل ما يُشاع عنه غير دقيق.
وكشف المتهم أنه كانت تربطه علاقة عاطفية بالضحايا، مشيرًا إلى أنه لم يكن يعلم بوفاتهن. حيث أوضح أن الضحية الأولى “نورا” لم يكن مدركًا أنها قد توفيت، قائلاً: “هي مشيت من عندي عايشة”. وتحدث عن الضحية الثانية “رحمة”، قائلًا إنها “حبيبته”، معبرًا عن رغبته في الزواج منها.
سفاح التجمع: زوجتي الأولى سبب حالتي النفسية السيئة
وأوضح “سفاح التجمع” أن زوجته الأولى التي تركته منذ أربع سنوات، هي السبب في حالته النفسية السيئة، قائلاً: “أنا مكنتش مظبوط”.
وأشار المتهم إلى أن الضحية الثانية “رحمة” كانت تعتني به وبابنه، وأنه كان ينظر إليها كـ “أم محتملة” لابنه بعد مغادرة زوجته. وأكد أنه لم يكن لديه علم بوفاتها، بل ظن أنها فقدت وعيها بسبب المخدر الذي تعاطياه معًا.
وعن ضحية “سفاح التجمع” الثالثة التي تدعى “أميرة”، قال إنه لم يكن يقصد إيذاءها، مضيفًا أنها كانت تفضل العنف في العلاقة الحميمة، وأكد أنه لم يكن مدركًا لوفاتها في ذلك الوقت، معبرًا عن اعتقاده أنها كانت تصدر أصواتًا وتتحرك، ولم يعرف أنها فارقت الحياة إلا لاحقًا. كما أشار إلى أنها طلبت تعاطي المخدرات.
محاولة “سفاح التجمع” للنفاذ من العدالة
واتجه المتهم إلى عدة استراتيجيات في محاولة للنفاذ من حكم الإعدام، حيث قدم دفاعه محاولات للتحايل بأن موكله يعاني من اضطراب نفسي، وأنه لم يفهم ما قيل له خلال التحقيقات، مدعيًا أنه كان يشعر بالحب تجاه الضحايا ويهتم بهن وأن العلاقة بينهم تمت بالتراضي.
كان الدفع بالمرض النفسي من أول الطلبات من محاميه، حيث عرض موكله على لجنة من الطب النفسي، مشيرًا إلى أن التقارير الطبية قد أكدت معاناة المتهم من سلوك سادي وسيكوباتية، وأن المختصين أشاروا إلى وجود اضطرابات نفسية أخرى لديه مثل انفصام الشخصية والاضطراب ثنائي القطب.
وأوضح محامي المتهم أنه سيتم عرض موكله على لجنة للطب النفسي لفحص سلوكياته، كما سيتم استخدام جهاز “كشف الكذب” للتحقق من إدراك المتهم لأفعاله، ومعرفة ما إذا كان يتمتع بالمسؤولية الكاملة عن أفعاله أم أنه يعاني من خلل نفسي يتسبب في انتفاء مسؤوليته.
تقرير الصفة التشريحية
كما تم طلب استدعاء الأطباء الشرعيين الذين أعدوا تقارير الصفة التشريحية بشأن الضحايا، وأوضح المحامي أن هذه التقارير لم تقدم إجابات محددة على تساؤلات معينة، معتبرًا أنها أسهبت في شرح بعض النقاط وأغفلت أخرى.
وطلب محامي “سفاح التجمع” الاستعانة بخبير في اللغتين العربية والإنجليزية للطعن على ما ورد في تحقيقات النيابة، مضيفًا أنه يرغب في معرفة مدى فهم موكله لأساسيات اللغة العربية ومدى استيعابه لما قيل له خلال التحقيقات، مشيرًا إلى أن المتهم عاش فترة طويلة خارج البلاد.
هذا وأثار حديث المحامي غضب القاضي، الذي رد عليه بأن المتهم عاش في مصر وتنقل بين محافظاتها أكثر من الوقت الذي قضاه في الخارج، حيث عاش في بورسعيد لمدة ثلاث سنوات.