أكد الدكتور أحمد الإمام، الخبير الاقتصادي، أن الأحداث الجيوسياسية الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة العدوان الإسرائيلي على غزة، تلقي بظلالها على مصر. وفي تصريح خاص لـ “الأمل نيوز”، أشار الإمام إلى أن تلك الصراعات تؤدي إلى تذبذب أسعار النفط والغاز، حيث من المتوقع أن تشهد ارتفاعًا ملحوظًا، وذلك في أعقاب الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، التي تُعتبر المصدر الأول عالميًا للنفط.

وأوضح الإمام أن من أبرز التأثيرات الناتجة عن الأوضاع الحالية هو ارتفاع تكاليف الاستيراد، إذ أن زيادة أسعار النفط والغاز عالميًا تؤدي إلى زيادة كلفة استيراد هذه المواد، مما ينعكس سلبًا على الميزان التجاري ويزيد من عجز الموازنة العامة للدولة.

كما أضاف الخبير الاقتصادي أنه من المتوقع حدوث ارتفاع في أسعار الوقود والكهرباء، مما يزيد من تكاليف الإنتاج والنقل، ويؤثر بشكل مباشر على أسعار السلع والخدمات، الأمر الذي يسهم في زيادة معدل التضخم.

وبالرغم من الزيادات الأخيرة في أسعار الوقود والكهرباء، فمن المتوقع أن تشهد الأسعار مزيدًا من الارتفاع في المرحلة المقبلة، وذلك وفقًا لشروط صندوق النقد الدولي مع مصر حول تحرير أسعار الوقود والكهرباء. وأكد الإمام أن تأثير تكلفة الشحن والنقل الإضافية للوقود المستورد سيؤدي أيضًا إلى ضغوط تضخمية على الاقتصاد المصري.

وأشار أيضًا إلى أنه في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية، خاصة في مناطق الشرق الأوسط وأوروبا، من المتوقع أن تبقى أسعار النفط والغاز متقلبة، مما قد يؤدي إلى مزيد من الارتفاعات في أسعار الطاقة محليًا. وهذا يتطلب من الحكومة اتخاذ تدابير للتخفيف من تأثير هذه الزيادات على الاقتصاد والمواطنين.

وفي نهاية حديثه، لفت الإمام إلى أن التطورات الأخيرة تؤثر بشكل ملحوظ على الاقتصاد المصري، متوقعًا استمرار هذه التأثيرات في المستقبل القريب، مما يستلزم متابعة دقيقة وتخطيطًا استراتيجيًا للتعامل مع هذه التحديات.