أثارت حالة من الجدل خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك بعد أن نشرت نقابة الفنانين التشكيليين بيانًا رسميًا تعبر فيه عن مخاوفها بشأن دهن تماثيل الأسود الخديوي إسماعيل، والتي تعد تراثًا ثقافيًا هامًا من أبرز معالم القاهرة الخديوية.

بعد انتشار صور تظهر الأسود وكأنها مُطليّة باللون الأسود نتيجة أعمال الصيانة، خرجت وزارة السياحة ببيان رسمي توضح فيه أن ما حدث للتماثيل هو مجرد أعمال صيانة وتنظيف، تم خلالها وضع مادة شفافة تحتوي على عناصر كيميائية لعزل التماثيل عن الغبار والأتربة.

ما حقيقة طلاء تماثيل أسود قصر النيل؟

أكدت نقابة الفنانين التشكيليين تغير لون التماثيل، لكنها نفت أن يكون ذلك نتيجة الطلاء، حيث خرجت مؤسسات حكومية في الساعات الماضية لتؤكد أيضًا نفيها لطلاء التماثيل. وبعد اجتماعات تم عقدها اليوم بين فريق من النقابة وخبراء الترميم والآثار، أُعلن أن الأمر يتعلق بأعمال صيانة تم خلالها استخدام المادة الشفافة العازلة بشكل مفرط مما أدى إلى تغيير لون التماثيل وجعلها تبدو سوداء.

تجدر الإشارة إلى أن أعمال الصيانة التي تمت على تماثيل الأسود شهدت مشاكل في ثلاث مرات منذ التسعينات، بعدها في أعقاب ثورة يناير، والآن؛ إذ حدثت أخطاء في تنفيذ أعمال الصيانة أدّت إلى ظهور التماثيل بهذا اللون، رغم أن “الباتينة اللونية للتماثيل” برونزية في الأساس.

برلمانية: الأسود مصنوعة من البرونز وهي بعيدة عن اللون الأسود

تساءلت النائبة راوية مختار عن عملية الصيانة، قائلةً: “كيف تمت عملية الصيانة خاصةً أن الأسود مصنوعة من مادة البرونز وهي بعيدة تمامًا عن اللون الأسود؟ وما العناصر الكيميائية الموجودة في المادة الشفافة التي تم دهن التماثيل بها؟”

وشددت عضو مجلس النواب على ضرورة أن تسير أعمال صيانة تماثيل ميادين القاهرة بشكل علمي، وأن تتم عملية التنظيف ميكانيكيًا بشكل بسيط، لإزالة الأتربة وعوادم السيارات المتراكمة، دون استخدام أي مواد قد تؤدي إلى تغيير “الباتينة اللونية للتماثيل” أو طمس ملامح التماثيل الدقيقة.

شكل التمثال بعد عملية الصيانة

ما اللون الأصلي لتماثيل أسود قصر النيل؟

تباينت الآراء حول درجة اللون البرونزي الذي استخدمه الفنان النحات الفرنسي “هنرى جاكمار”، المعروف بدقته الفائقة، إذ لم يكن يتحمل أي خطأ في تماثيله. وبهذا السبب، استعان به الخديوي إسماعيل لصنع الأسود الفخمة.

صنع جاكمار تماثيله من مادة البرونز التي استجلبها من إيطاليا وصنعها في فرنسا، وتم نقل التماثيل إلى مصر حيث وضعت على جانبي كوبرى قصر النيل عام 1881.

تحمل مادة البرونز درجات متنوعة من الأصفر الباهت الأقرب للنحاس، إلى البني الفاتح، كما قد تحتوي بعض التماثيل البرونزية على اللون البني الغامق. ولكن تظهر الصور التالية درجات البرونز الأقرب إلى التماثيل، وهي تمتاز بجودة صنعتها.

التمثال قبل عملية الصيانة

بعد أسود قصر النيل .. صيانة 21 تمثالًا بالقاهرة

تجري حاليًا أعمال تنظيف ضمن خطة صيانة تشمل 21 تمثالًا بالميادين العامة في القاهرة، والتي اعتمدتها محافظة القاهرة في إطار خطة تطوير الميادين.