انطلقت أمس في الرياض فعاليات النسخة الثامنة من مؤتمر (مبادرة مستقبل الاستثمار) تحت شعار (أفق لا متناهٍ.. الاستثمار اليوم لصياغة الغد)، وذلك برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

يجمع هذا المؤتمر، الذي يمتد على مدى ثلاثة أيام، قادة العالم والرؤساء التنفيذيين وصنّاع القرار من مختلف القطاعات لمناقشة الإستراتيجيات اللازمة لمواجهة أكبر التحديات التي يواجهها الكوكب في عالم مترابط بلا حدود.

kicked off with the captivating performance “Opening Horizons” as our CEO, Richard Attias, welcomed attendees and set the stage for dialogues that will shape the future of , , and . Join the online:

— FII Institute (@FIIKSA)

استثمارات مستدامة لتحقيق التنمية الشاملة:

أوضح معالي الأستاذ ياسر الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة ورئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، أن المبادرة قد أصبحت منذ انطلاقتها في عام 2017 قوة تحويلية في عالم الاستثمار، إذ ساهمت في تسهيل صفقات تجاوزت قيمتها 125 مليار دولار، كما أصبحت محفزًا للعمل والتقدم في مختلف المجالات.

وأشار إلى أن هذه النسخة تجمع أكثر من 7000 مشارك و600 متحدث عالمي لتسليط الضوء على أبرز التحديات والفرص الاستثمارية المتاحة على الساحة العالمية.

وأكد أن موضوع المؤتمر لهذا العام يجسد آفاقًا غير محدودة للاستثمار وتشكيل المستقبل، مع التركيز على الاستثمارات المستدامة التي تعالج التحديات العالمية وتدعم الابتكار وتوفر تأثيرًا دائمًا، وتسليط الضوء على القطاعات الرائدة في هذا التحول، بدءًا من تقنيات الجيل القادم وابتكارات الرعاية الصحية وصولًا إلى إشراك الشباب في الرياضة.

جانب من حديث معالي محافظ ورئيس مجلس إدارة الأستاذ ياسر الرميان خلال النسخة الثامنة من المنعقدة في الرياض.

— صندوق الاستثمارات العامة (@PIFSaudi)

وقال معاليه: “إن النتائج الاقتصادية والاجتماعية والبيئية مترابطة، ويجب أن تكون هذه في صميم عملية صنع القرار. العالم غني بالإمكانات غير المستغلة، والأسواق الناشئة تمثل مثالًا للاستثمارات الطويلة الأجل، مع توقعات تفوق نمو اقتصادات هذه الأسواق على الاقتصادات المتقدمة، مما يعزز من الحاجة إلى الاستثمارات الإستراتيجية في المناطق التي ستقود الاقتصاد العالمي مستقبلاً”.

التركيز في الذكاء الاصطناعي والطاقة المستدامة:

وأشار الرميان إلى أن المملكة العربية السعودية تملك موارد فريدة وموقعًا استراتيجيًا يساعدها على الاستثمار في مجالات حيوية مثل الطاقة والبنية التحتية والتقنية، مبينًا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضيف 20 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، مما سيؤدي إلى تحول الصناعات وتعزيز الإنتاجية ومعالجة التحديات الحرجة.

وأضاف: “بحلول عام 2027، سيصبح الذكاء الاصطناعي محركًا اقتصاديًا رئيسيًا يمكنه حل المشكلات وزيادة الإنتاجية التي ستؤثر على جميع القطاعات بدءًا من الرعاية الصحية وصولًا إلى مجالات الطاقة”.

قياديون ورواد أعمال من جميع أنحاء العالم شاركوا في الجلسات الحوارية في النسخة الثامنة من مبادرة مستقبل الاستثمار، حيث ناقشوا خلالها دور “الاستثمار الهادف” في تشكيل مستقبل أفضل وتمكين تقدّم البشرية.

شاهد ملخص اليوم الأول من .

— صندوق الاستثمارات العامة (@PIFSaudi)

وأوضح وزير الاستثمار السعودي خلال جلسة حوارية أن السعودية تستهدف إنشاء بيئة أعمال متكاملة لجذب شركات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، وتوفير كل ما تحتاجه لتطوير أعمالها. كما أشار إلى أن صندوق (واعد فنتشرز) للاستثمار في رأس المال الجريء قد خصص مؤخرًا استثمارات لتوسيع نطاق الشركات الناشئة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.

السعودية واجهت التوترات الجيوسياسية عالميًا بفضل متانة اقتصادها:

أكد المهندس الفالح على جهود المملكة في تعزيز الأمن والازدهار، مشيرًا إلى قدرتها على مواجهة مختلف التوترات الجيوسياسية العالمية بفضل متانة اقتصادها. مستعرضًا النمو الواضح في الناتج المحلي، الذي زادت نسبته 70% منذ إطلاق رؤية 2030، وما حققته المملكة في مجموعة العشرين حيث بلغ نموها المرتبة الثانية كأسرع نمو بين اقتصادات المجموعة.

وكشف الفالح عن الزيادة الكبيرة في الاستثمارات الأجنبية المباشرة، التي تجاوزت الأهداف المحددة في العام الماضي والبالغة 26 مليار دولار. كما نما عدد التراخيص للشركات الدولية بعشرة أضعاف مقارنة بما كانت عليه قبل رؤية 2030، مما يعكس نجاح جهود المملكة في جذب الاستثمارات الأجنبية.

540 شركة عالمية لها مقرات إقليمية في السعودية:

أوضح الفالح أن برنامج المقرات الإقليمية كان يستهدف جذب 500 مقر إقليمي بحلول عام 2030، وقد تجاوز هذا الهدف ووصل الآن إلى 540 شركة عالمية اختارت الرياض مقرًا إقليميًا، مما يعكس مكانة المملكة كمركز اقتصادي في الشرق الأوسط.

واستعرض الجهود الكبيرة في القطاع السياحي، مشيراً إلى تسجيل 100 مليون زيارة سياحية خلال العام الماضي، وزيادة عدد رخص المستثمرين الأجانب عشرة أضعاف منذ إطلاق رؤية 2030.

وبين الفالح أن ثقة المستثمرين زادت بنسبة 50% مقارنة بالفترات السابقة، كما استعاد قطاع السياحة عافيته ليعود إلى مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19، مشيدًا بالتغيرات التقنية الهائلة التي يشهدها العالم حاليًا، مثل التحول نحو الطاقة الخضراء ودور الذكاء الاصطناعي في دفع عجلة النمو الاقتصادي، مؤكدًا أن هذه التطورات لا تعزز الأسواق الرأسمالية فقط بل تفتح آفاقًا جديدة لإعادة التوازن في التنافسية العالمية بين الشركات والدول.

إيلون ماسك .. عدد الروبوتات سيتخطى البشر بحلول 2040:

قال إيلون ماسك، خلال مداخلة حية عبر الفيديو ضمن المؤتمر، إن الذكاء الاصطناعي قد يشكل تهديدًا للبشرية ولكنه في الوقت نفسه يعد أحد أهم التقنيات التي نعمل على تطويرها. وتوقع أن يتجاوز عدد الروبوتات التي تشبه الإنسان، عدد سكان الكرة الأرضية بحلول عام 2040.

وأشار ماسك إلى أنه سيكون هناك نحو 10 مليارات روبوت بحلول 2040، بسعر يقدر بـ 25 ألف دولار لكل روبوت قادر على أداء مهام متعددة.

On Day 1 of , , CEO of and Founder of and , joined us for a special conversation about the Infinite Horizons of possibilities in , inspiring a vision for impactful and progress. Watch the full panel here:

— FII Institute (@FIIKSA)

وتوقع ماسك أيضًا أنه بحلول عام 2029 سيتمكن الذكاء الاصطناعي من أداء أي مهمة يقوم بها البشر، مشيرًا إلى الحاجة الملحة إلى المهارات الرفيعة في مجال الحوسبة والتكنولوجيا، التي قد تقتصر على عدد قليل من الشركات. واضعًا تصورات حول وجود مجمعات للذكاء الاصطناعي خاصة بكل دولة مستقبلاً.

الذكاء الاصطناعي الفائق سيكون موجودًا بحلول عام 2035:

شهد اليوم الأول من المؤتمر مجموعة من الجلسات الحوارية التي تناولت قطاع الذكاء الاصطناعي والشركات العاملة فيه، مع تنامي التساؤلات حول حجم الاستثمارات الضخمة التي تخصصها الشركات الكبرى لتطوير هذا القطاع.

وأشار ماسايوشي سون، رئيس مجموعة (سوفت بنك) العملاقة في مجال الاستثمار التكنولوجي، إلى أن الذكاء الاصطناعي الفائق سيكون أذكى بعشرة آلاف مرة من الدماغ البشري وسيصبح متاحًا بحلول عام 2035.

وأفاد سون بأن الشركات التي تستثمر في مجال الذكاء الاصطناعي الفائق ستحقق عوائد استثمارية تصل إلى 50%، مؤكدًا على الحاجة الماسة لهذا النوع من الذكاء في مختلف المجالات مما سيشجع الحكومات والشركات على ضخ استثمارات ضخمة في هذا القطاع.

استثمارات ضخمة وتحديات كبيرة:

توقع سون أن تطوير الذكاء الاصطناعي الفائق سيحتاج إلى استثمارات ضخمة تقدر بنحو 9 تريليونات دولار، وذلك لتغطية تكاليف تطوير الرقاقات الإلكترونية المتخصصة وبناء البنية التحتية الضرورية. ورغم هذه التكاليف المرتفعة، إلا أنه يرى بأن العوائد المحتملة من هذا القطاع ستكون أكثر بكثير، إذ يُتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بنسبة 5% من الناتج الإجمالي العالمي خلال السنوات العشر المقبلة.

لذا، يؤكد سون أن شركة إنفيديا، التي تُعتبر حاليًا واحدة من أكثر الشركات قيمة في العالم، تُقدّر بأقل من قيمتها الحقيقية، قائلًا: “أعتقد أن إنفيديا تُعتبر أقل من قيمتها الحقيقية لأن المستقبل أكبر بكثير”.

على الرغم من ذلك، يواجه تطوير الذكاء الاصطناعي الفائق تحديات كبيرة، أبرزها التكاليف المرتفعة لاستهلاك الطاقة والموارد المالية المطلوبة، والتي تتجاوز قدرات معظم الدول. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاطر تتمثل في عدم تحقيق النتائج المرجوة، حيث فشلت عدة شركات كبرى في تحقيق أهدافها في مجال الذكاء الاصطناعي.