أكد دكتور أحمد الإمام، خبير اقتصادي، أن دول مجموعة البريكس تشكل مجتمعة نحو 42% من سكان العالم، أي حوالي 3.2 مليار نسمة. كما أشار إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لهذه الدول يصل إلى نحو 26% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، بالإضافة إلى سيطرتها على نحو 18% من التجارة العالمية.

هل تواجه مصر تحديات بعد انضمامها للبريكس؟

وأوضح الإمام أن الدول الأعضاء في مجموعة البريكس تسعى إلى تعزيز التعاون في المشاريع التنموية والبنية التحتية، بجانب تحقيق توازن في النظام المالي الدولي الذي تهيمن عليه المؤسسات المالية الغربية مثل صندوق النقد الدولي. كما تتطلع هذه الدول إلى إتاحة بديل لتلك المؤسسات يكون أكثر تمثيلاً للدول النامية، مؤكدًا على أهمية إنشاء عالم متعدد الأقطاب يتيح للبلدان الناشئة والنامية أن تلعب دورًا أكبر على الساحة الدولية، مما يعزز من مكانتها في النظام العالمي.

مؤسسات البريكس

بنك التنمية الجديد (NDB): تأسس في عام 2014 بهدف تمويل مشاريع البنية التحتية والتنمية في دول البريكس وغيرها من الدول النامية. يقوم هذا البنك بدور بديل للبنك الدولي ويسعى إلى تقليل الاعتماد على المؤسسات المالية الغربية.

ترتيبات احتياطي الطوارئ (CRA): تعد هذه الآلية مخصصة لتقديم المساعدة المالية الطارئة للدول الأعضاء في مجموعة البريكس في حال حدوث أزمة اقتصادية أو مالية، والتي تهدف إلى استبدال دور صندوق النقد الدولي.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى بعض الفروقات بين أنظمة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي:

• من حيث التركيز الإقليمي: تركز البريكس على مصالح الدول النامية والأسواق الناشئة، بينما تميل مؤسسات مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي إلى سياسة اقتصادية تدور حول الاقتصادات المتقدمة.

• من حيث الشروط والإصلاحات: تقدم البريكس دعمًا ماليًا بشروط أقل صرامة مقارنة بتلك التي يفرضها صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي، التي تتطلب عادة إصلاحات اقتصادية قاسية.

• تعدد العملات: تركز البريكس على الاستخدام الفعال للعملات المحلية في التبادلات التجارية والتمويل، بينما تعتمد المؤسسات الدولية بشكل أساسي على الدولار الأمريكي.

وأكد الإمام أن انضمام مصر إلى البريكس يمكنها من الاستفادة من الموارد المالية التي يقدمها بنك التنمية الجديد لتمويل مشاريع كبرى، مثل مشروعات البنية التحتية والطاقة. ومن خلال تعزيز علاقاتها التجارية مع دول مثل الصين والهند، يمكن لمصر جذب استثمارات مباشرة في قطاعات متنوعة.

كما أشار إلى أن الدول الأعضاء في البريكس تعمل على تشجيع التعاملات التجارية باستخدام العملات المحلية بدلاً من الدولار، مما قد يساعد مصر في تقليل الضغط على احتياطاتها من العملة الأجنبية. وهذا من شأنه أيضًا تعزيز علاقاتها التجارية مع الدول الأعضاء في البريكس، الأمر الذي يفتح أمامها أسواقًا جديدة للسلع والمنتجات المصرية.

وأضاف أن انضمام مصر إلى البريكس يعزز من قدرتها على تنويع مصادر التمويل والاستثمار بعيدًا عن الاعتماد الكبير على المؤسسات المالية الغربية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، كما يقلل اعتمادها على الدولار الأمريكي في المعاملات التجارية الدولية، وهو ما يعد مفيدًا للاقتصاد المصري في ظل التغيرات العالمية.

وفي ختام حديثه، أكد الإمام أن انضمام مصر إلى تحالف دولي مثل البريكس يتيح لها فرصة للمشاركة في صياغة سياسات اقتصادية عالمية جديدة، مما يعزز من مكانتها كدولة مؤثرة في العالم النامي. ورغم هذه الفرص، فإن هناك تحديات محتملة قد تواجهها، مثل الحاجة إلى إجراء إصلاحات اقتصادية وتعزيز قدراتها التنافسية للاستفادة القصوى من الفرص المتاحة.

وعن قمة بريكس لعام 2025، المقرر عقدها في مدينة قازان الروسية، أشار الخبير الاقتصادي إلى أن هذه القمة تأتي في وقت حرج يشهد فيه العالم تقلبات اقتصادية وجيوسياسية، مما يجعلها فرصة هامة لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء.

توقيت وأهمية القمة:

• التوقيت: سيتم عقد قمة بريكس في قازان في 2025، في وقت حرج يشهد فيه العالم تقلبات اقتصادية وجيوسياسية، مما يجعل هذه القمة محورية.

• الأهمية: تعد القمة فرصة لمناقشة التحديات العالمية مثل التضخم وسلاسل التوريد والتكنولوجيا والتغير المناخي، بالإضافة إلى إعادة هيكلة النظام المالي العالمي بعيدًا عن الاعتماد المفرط على الدولار الأمريكي.

• التوسع في العضوية: بعد انضمام دول جديدة مثل مصر والسعودية والأرجنتين، ستبحث القمة في كيفية استيعاب وتوسيع تأثير المنظمة عالميًا.

• الجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية: ستتطرق القمة أيضًا إلى التحديات الجيوسياسية، مثل التوترات بين الدول الكبرى والصراعات التجارية بين الغرب وروسيا.

• التكنولوجيا والابتكار: التعاون في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والابتكار سيكون له مكانة هامة، حيث تسعى دول البريكس لتقليل الفجوة التكنولوجية بينها وبين الدول المتقدمة.

• الاستدامة: سيكون للتغير المناخي وحماية البيئة مكان مميز على جدول الأعمال، حيث ستبحث الدول الأعضاء سبل تعزيز التعاون في الطاقة المتجددة والحد من انبعاثات الكربون.

أهمية انعقاد القمة في قازان:

• موقع قازان: تقع قازان في قلب روسيا وتعد مركزًا ثقافيًا وتعليميًا رئيسيًا، مما يعكس التنوع الثقافي والاقتصادي للبلاد.

• التأكيد على دور روسيا في البريكس: تأتي استضافة القمة في روسيا في وقت يتوجب فيه على موسكو تعزيز علاقاتها الدولية، خاصةً في ظل العقوبات الغربية المفروضة عليها. تمثل قمة قازان فرصة لموسكو لتعزيز تعاونها مع دول الجنوب العالمي وتأكيد مكانتها كقوة رئيسية في النظام الدولي الجديد.