تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، انطلقت اليوم فعاليات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في نسختها الثامنة، تحت شعار “أفق لا متناهٍ.. الاستثمار اليوم لصياغة الغد”، وذلك في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بمدينة الرياض.
ورحب الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، ريتشارد آتياس، في بداية المؤتمر بأصحاب السمو والمعالي الحضور والمشاركين، مثمنًا دعم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- على رؤيته الطموحة. وأكد آتياس على ما حققته النسخ السابقة من إنجازات تسهم في تقدم وتطور الاستثمار.
مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض
وأوضح آتياس أن المشاركين في هذه النسخة وفي النسخ الماضية لعبوا دورًا حيويًا في تعزيز تأثير المبادرة لتحقيق أهداف مؤتمرها، مؤكدًا على أهمية العمل نحو إنشاء عالم أكثر شمولية واستدامة يوفر الفرص للجميع.
كما أعرب آتياس عن أمله في أن تكون النسخة الثامنة من المؤتمر أكثر تأثيرًا في صياغة مستقبل أفضل للجميع، متطلعًا للقاء المشاركين في النسخة التاسعة المقبل.
وفي ذات السياق، أكد معالي محافظ صندوق الاستثمارات العامة ورئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، الأستاذ ياسر بن عثمان الرميان، أن المبادرة أصبحت محركًا رئيسيًا للعمل والتقدم، حيث ساهمت في تسهيل صفقات تتجاوز قيمتها 125 مليار دولار. وأضاف أن مؤشر “أولوية” الذي أُطلق هذا الأسبوع يسلط الضوء على القضايا العالمية الملحة مثل عدم الاستقرار الاقتصادي وارتفاع تكاليف المعيشة.
وأشار الرميان إلى أن موضوع المؤتمر هذا العام يفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في المستقبل، مع التركيز على الاستثمارات المستدامة التي تعالج التحديات العالمية وتعزز الابتكار، وضرورة إعطاء الأولوية للقطاعات التي تقود هذا التحول، بدءًا من تقنيات الجيل القادم وصولاً إلى إشراك الشباب في المجالات الرياضية.
وأشار إلى أن النتائج الاقتصادية والاجتماعية والبيئية مترابطة، ويجب أن تكون في صميم عملية اتخاذ القرار، مؤكدًا أن العالم يمتلك إمكانات غير مستغلة، وأن الأسواق الناشئة تمثل فرصًا حقيقية للاستثمار طويل الأجل.
أضاف الرميان أن المملكة تتمتع بموارد فريدة وموقع جغرافي استراتيجي، مما دفعها للاستثمار في مجالات حيوية مثل الطاقة والتقنية، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يضيف الذكاء الاصطناعي 20 تريليون دولار للاقتصاد العالمي بحلول عام 2030.
كما أكد على دور الذكاء الاصطناعي كمحرك اقتصادي رئيسي قادر على حل المشكلات وزيادة الإنتاجية في كافة القطاعات. وذكر أن قطاع الطاقة يمثل محورًا رئيسيًا للتحول، حيث استثمرت المؤسسات الكبرى في تقنيات منخفضة الكربون أكثر من 65 مليار دولار منذ عام 2017.
وشدد على أهمية الانتقال نحو اقتصاد خالٍ من الانبعاثات، مما يتطلب استثمارات طويلة الأجل تضمن انتقالًا عادلًا للطاقة، وكذلك تحقيق التوازن بين الاحتياجات الحالية ورؤية لمستقبل مستدام. وأكد أن الهدف هو ليس فقط تغذية الاقتصادات، بل أيضاً تمكين مستقبل يدعم الطاقة والثروة للأجيال القادمة.
في الختام، أكد الرميان على التزام مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار بالشمولية، معربًا عن تطلعه بأن تصبح نتائج نقاشات النسخة الثامنة منصة للتأثير وتحويل التحديات إلى فرص، وبناء مستقبل ينتمي لجميع البشر ويعزز الاقتصاد العالمي.