يستهدف نظام التوقيت الصيفي الاستفادة القصوى من ساعات النهار، مما يتيح للأفراد زيادة نشاطهم وإنتاجيتهم خلال ساعات الصباح. يساهم ذلك في تقليل الاعتماد على الإضاءة الاصطناعية في المساء، مما يسهم بشكل إيجابي في الحد من حوادث الطرق بفضل الاستفادة من ضوء النهار الطبيعي.

أصل نظام التوقيت الصيفي والشتوي

نشأ نظام التوقيت الصيفي والشتوي من تجربة تهدف للاستفادة من ساعات النهار. تم تقديم فكرة التحويل لأول مرة في أوائل الربيع، حيث تعود الساعة إلى وضعها الأصلي مع تقصير ساعات النهار في فصل الخريف.

سنتناول في الأسطر التالية تفاصيل تطبيق التوقيت الصيفي والشتوي، وكيف ظهرت الفكرة، والدول التي تعتمد هذا النظام، وكل ما يتعلق به.

تاريخ وأسباب التوقيت الصيفي والشتوي

تعود فكرة التوقيت الصيفي إلى القرن الثامن عشر، عندما اقترح العالم الأمريكي بنجامين فرانكلين فكرة تقديم التوقيت إلى الأمام للاستفادة من ضوء النهار الطبيعي، وذلك في مقال فكاهي نشر عام 1784. أشار فرانكلين إلى أن هذا التغيير يمكن أن يقلل من استهلاك الشموع في الصباح.

رغم أن مقالته كانت غير جدية تمامًا، إلا أنها أثارت نقاشات حول إدارة الوقت واستخدام ساعات ضوء النهار. جاءت المحاولات الأولى لتطبيق هذه الفكرة في بداية القرن العشرين، حيث اقترح عالم الحشرات النيوزيلندي جورج فيرنون هدسون عام 1895 تقديم الساعة ساعتين للأمام خلال الصيف للاستفادة من ساعات النهار الطويلة لدراسة الحشرات، لكن الاقتراح لم ينفذ آنذاك.

أول تطبيق رسمي لنظام التوقيت الصيفي

شهد العالم أول تطبيق رسمي للتوقيت الصيفي خلال الحرب العالمية الأولى عام 1916، حينما اعتمدت كل من ألمانيا والنمسا النظام لتقليل استهلاك الطاقة والكهرباء في أوقات الحرب. وسرعان ما تبنت دول أخرى، بما فيها بريطانيا والولايات المتحدة، هذا النظام استجابة للاحتياجات التي فرضتها تلك الظروف.

بعد انتهاء الحرب، ألغت معظم الدول هذا النظام، ولكنه عاد للظهور مجددًا خلال الحرب العالمية الثانية لنفس الأسباب، واليوم، تُطبق العديد من الدول التوقيت الصيفي لأغراض اقتصادية.

الدول التي تطبق نظام التوقيتين الصيفي والشتوي

مصر ليست وحدها في مطالبة مواطنيها بتحريك عقارب ساعاتهم إلى الأمام والخلف مرتين سنويًا. هناك العديد من الدول التي تعتمد هذا النظام، ولكن الاختلاف يكمن في توقيت تطبيقه، ومن هذه الدول: “مصر، ليبيا، سوريا، لبنان، البرازيل، ودول الاتحاد الأوروبي”. كما تُطبق الكويت والبحرين والأردن وإيران والنماث المتحدة الأمريكية وأستراليا هذا النظام.

تاريخ تطبيق التوقيت الصيفي في مصر

تم اعتماد نظام التوقيت الصيفي في مصر لأول مرة خلال الحرب العالمية الثانية، لكنه توقف لاحقًا وعاد مجددًا بشكل منتظم في السبعينيات. وتم تعليق العمل بهذا النظام بعد ثورة 25 يناير 2011، ليعود مرة أخرى في عام 2014. وكان الهدف من ذلك هو التكيف مع الفترات الطويلة من النهار، وتوقف لفترة مؤقتة خلال الأزمات العالمية. وفي عام 2025، تم اتخاذ قرار بإعادة تطبيق التوقيت الصيفي في ظل الظروف العالمية المتعلقة بالطاقة.