في إطار الملتقى الدولي للمسؤولية الاجتماعية، تم تخصيص جلسة حوارية تركز على “اقتصادات المسؤولية الاجتماعية للشركات” في العالم الواقعي، بمشاركة الأستاذ الدكتور واين فيسر، مؤسس “سي إس أر إنترناشيونال” ومدير “كاليودسكوبي فيوتشرز” من المملكة المتحدة.
تأثير إيجابي
استعرض الدكتور فيسر خلال الجلسة الأثر الاقتصادي العميق للمسؤولية الاجتماعية على أداء الشركات، موضحًا أن الدراسات والأدلة التجريبية تظهر تأثيرًا إيجابيًا لتلك الممارسات على الأداء المالي. وأشار إلى أن الشركات التي تركز على أصحاب المصلحة وتتبنى المسؤولية الاجتماعية تحقق نتائج إيجابية من بينها تحسين السمعة، وزيادة ولاء العملاء، وتعزيز الكفاءة التشغيلية.
كما تناول الدكتور فيسر الاتجاهات الحالية في مجال الاستدامة، مشيراً إلى أن التحديات لا تزال قائمة وأن بعض الاتجاهات لا تسير في المسار الإيجابي. وشبَّه الدكتور فيسر الوضع بالطبيب الذي يقيم نجاحه بناءً على رحمة المريض، معلقًا: “إذا نظرنا إلى العديد من القضايا الاجتماعية والبيئية، نجد أن الوضع يتدهور.”
وصرّح بأن مستوى نضج الشركات في تبني مبادئ الاستدامة يتفاوت؛ فبعض الشركات تركز على إدارة المخاطر والامتثال، بينما لا تزال شركات أخرى في مرحلة العمل الخيري. بالمقابل، توجد شركات قليلة قد وصلت إلى مرحلة الاستراتيجية المتقدمة، حيث أصبحت الاستدامة جزءًا لا يتجزأ من جوهر أعمالها، مما يسهم في تحقيق تأثير ملموس.
وأكد الدكتور فيسر على ضرورة تبني نهج “تحولي” يعرف بـ CSR 2.0 لتحقيق تغيير اجتماعي إيجابي، موضحًا أن التحسين التدريجي لم يعد كافيًا لمواجهة التحديات السريعة والمتفاقمة، مما يتطلب تغييرات جذرية في استراتيجيات الشركات.
فرصة لتعزيز الأثر الإيجابي
واختتم الدكتور فيسر مداخلته بالإشارة إلى أن المسؤولية الاجتماعية يجب أن تُعتبر فرصة لتعزيز الأثر الإيجابي، وليس عبئًا إضافيًا. وأكد أن الشركات استطاعت تحقيق قيمة اقتصادية واجتماعية عبر العقود، لكنها غالبًا ما كانت على حساب البيئة. وأضاف أن هناك مبادرات مثل “تحالف توازن القيمة” تهدف إلى وضع معايير مالية لتأثيرات الاستدامة البيئية، مما يُعد خطوة هامة نحو تحقيق استدامة شاملة وطويلة الأمد.